مستقبل معلق: أزمة امتحانات الشهادتين تُهدد آمال آلاف الطلاب في شمال شرق سوريا

مستقبل معلق: أزمة امتحانات الشهادتين تُهدد آمال آلاف الطلاب في شمال شرق سوريا

تتفاقم أزمة التعليم في شمال شرق سوريا، حيث يواجه آلاف الطلاب مصيراً مجهولاً بسبب الخلافات السياسية والإدارية حول امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية. هذه الخلافات، بين الإدارة الذاتية ووزارة التربية والتعليم السورية، تُلقي بظلالها القاتمة على مستقبل الطلاب وتُعرّض طموحاتهم للخطر.

قصة آرين: نموذج لمعاناة الطلاب

آرين إبراهيم، طالبة مجتهدة في المرحلة الثانوية، تجسد معاناة العديد من الطلاب. بعد سنوات من الدراسة الجادة والإنفاق الكبير من قبل والدها، تجد نفسها أمام خيارات صعبة. تزامن الامتحانات مع موسم الحصاد، بالإضافة إلى الظروف الأمنية غير المستقرة، يجعل سفرها إلى دمشق لتقديم الامتحانات أمراً محفوفاً بالمخاطر. هذا الوضع يثير لديها شعوراً بالإحباط والتشتت، ويُهدد بتحطيم أحلامها في التعليم العالي.

صراع الإدارة: التعليم ضحية للخلافات السياسية

منذ سيطرة الإدارة الذاتية على المؤسسات الحكومية بعد سقوط النظام السوري، بات التعليم ساحة للصراع. تمنع الإدارة الذاتية وزارة التربية والتعليم السورية من إجراء امتحانات الشهادتين في مناطق سيطرتها. على الرغم من الاجتماعات التي عُقدت برعاية اليونيسف، لم يتم التوصل إلى حلول جذرية.

قرارات مُربكة وتكاليف باهظة

وزارة التربية والتعليم السورية سمحت لطلاب مناطق الإدارة الذاتية بالتسجيل في أي محافظة يختارونها، ما يعني تحمل الأهالي تكاليف إضافية للسفر والإقامة. هذا الوضع يضع عبئاً مالياً ثقيلاً على الأسر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

التحديات التي تواجه الطلاب وأولياء الأمور:

  • التكاليف الباهظة: رسوم التسجيل، السفر، الإقامة، الدروس الخصوصية.
  • المخاطر الأمنية: السفر إلى مناطق أخرى لتقديم الامتحانات.
  • التمييز: مخاوف من التمييز ضد الطلاب الأكراد في مناطق أخرى.
  • الإحباط واليأس: فقدان الشغف بالتعليم بسبب অনিশ্চة المستقبل.

"صدمة تعليمية" وتأثيرات نفسية عميقة

المرشدة التربوية مرام كورية تشير إلى أن الطلاب يعانون من "صدمة تعليمية" نتيجة لعدم قدرتهم على تقديم الامتحانات في مناطقهم. هذا الوضع يُسبب لهم توتراً حاداً، إحباطاً، وقلقاً وجودياً، وقد يؤدي إلى عزوفهم عن متابعة تحصيلهم العلمي.

التعليم في مرمى النيران: مقايضة سياسية أم مستقبل جيل؟

يرى الناشط خالد أمين أن رفض الإدارة الذاتية إجراء الامتحانات في مناطقها هو بمثابة مقايضة للاعتراف السياسي بها، ما يُجهز على آمال الطلاب في الحصول على مستقبل تعليمي آمن.

حلول مُقترحة: تحييد التعليم عن السياسة

الأكاديمي السابق فريد سعدون يدعو إلى تحييد التعليم عن السياسة، وترك حرية اختيار المنهاج والامتحانات للطالب. كما يقترح أن تفكر الدولة السورية في وضع مقترح للاعتراف بمناهج الإدارة الذاتية بعد إجراء التعديلات المطلوبة.

نداء استغاثة: مستقبل جيل على المحك

مع وجود حوالي 30 ألف طالب وطالبة في محافظة الحسكة وحدهم، يظل مستقبل هؤلاء الطلاب معلقاً. على الرغم من تظاهر الأهالي أمام المؤسسات الدولية، لا تزال الحلول غائبة. الأزمة تتطلب تدخلاً عاجلاً من جميع الأطراف المعنية لضمان حق الطلاب في التعليم وتأمين مستقبلهم.

مطالب ملحة:

  • التوصل إلى اتفاق بين الإدارة الذاتية ووزارة التربية والتعليم السورية.
  • توفير الدعم المالي للطلاب وأولياء الأمور.
  • ضمان سلامة الطلاب أثناء السفر لتقديم الامتحانات.
  • توفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة.

إن مستقبل جيل كامل في شمال شرق سوريا على المحك. يجب على جميع الأطراف المعنية تحمل مسؤولياتها والعمل معاً لإيجاد حلول مستدامة تضمن حق الطلاب في التعليم وتُمهد الطريق نحو مستقبل أفضل.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *