معنى كلمة القرآن الكريم في اللغة العربية

معنى كلمة القرآن الكريم في اللغة العربية

مقدمة:

يُعدّ القرآن الكريم كلام الله المنزل على نبيه محمد ﷺ، وهو يُمثل جوهر الدين الإسلامي. ولكن ما هو معنى كلمة "القرآن" نفسها في اللغة العربية؟ سنستكشف في هذا المقال أصل الكلمة، ومعانيها المختلفة، وكيف أصبحت اسمًا خاصًا لكلام الله سبحانه وتعالى.

أصل الكلمة ومعانيها اللغوية:

اشتُقت كلمة "القرآن" من الفعل "قرأ"، والذي يعني "تلا" أو "قرأ". ويُعتبر "القرآن" مصدرًا مرادفًا للقراءة، كما هو واضح في الآية الكريمة: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ [القيامة: 17، 18]. هنا، تُشير كلمة "قرآنه" إلى قراءته وتلاوته.

وقد استخدم الشعراء العرب هذه الكلمة بنفس المعنى، مثلما فعل حسان بن ثابت رضي الله عنه في رثائه لعثمان بن عفان رضي الله عنه.

آراء اللغويين:

  • ابن منظور (ت: 711هـ): يُشير في كتابه "لسان العرب" إلى أنَّ "قرأ" يُقال: قرأَهُ يَقْرَؤُهُ ويَقْرُؤُهُ، بمعاني القراءة والتلاوة، وأنَّ من مشتقاته "قُرْآنًا" بمعنى الجمع والضم.

  • أبو إسحاق النحوي (ت: 311هـ): يُفسر اسم "القرآن" بأنه يُطلق على كلام الله تعالى، مشيرًا إلى أن معنى "القرآن" هو الجمع، لأنه يجمع السور والآيات.

  • ابن عباس (ت: 68هـ): يُفسر كلمة "قرآنه" في الآية الكريمة بمعنى "بيانه بالقراءة".

  • ابن الأثير (ت: 630هـ): يُؤكد على أنَّ الأصل في كلمة "القرآن" هو الجمع، وأنَّ كل شيء جمعته فقد قرأته.

وزن الكلمة ونطقها:

تُبنى كلمة "القرآن" على وزن "فعلان"، مثل "غفران" و"شكران". وتُقرأ بالهمزة في قراءة جمهور القراء، بينما يُقرأ بالتخفيف (قران) في قراءة ابن كثير فقط.

معنى الجمع والضم في القرآن:

يُشير معنى الجمع والضم في القرآن إلى جمع آياته وسوره وربط بعضها ببعض لتكوين كتاب واحد مترابط ومتكامل. فكلمة "قرأتُ الماءَ في الحوض" تعني جمعته فيه، وهذا يُشبه جمع آيات القرآن الكريم في كتاب واحد.

القرآن الكريم كاسم علم:

على الرغم من أصلها اللغوي، أصبحت كلمة "القرآن" اسمًا علمًا خاصًا لكلام الله تعالى، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: 9].

خاتمة:

وبذلك، نجد أنَّ كلمة "القرآن" تحمل في طياتها معنى عميقًا، يُعبّر عن الجمع والترتيب والتلاوة، مما يُبرز دلالة اسمه على كلام الله تعالى الذي يُمثل هدايةً للبشرية جمعاء.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *