أيام التشريق: فضائلها، مكانتها، والأعمال المستحبة فيها


أيام التشريق: فضائلها، مكانتها، والأعمال المستحبة فيها

أيام التشريق، تلك النفحات الربانية التي تعقب عيد الأضحى المبارك، تحمل في طياتها فضائل عظيمة ومكانة سامية في الشريعة الإسلامية. هي أيام أكل وشرب وذكر لله، أيام فرح وسرور، أيام تواصل وصلة رحم. فما هي أيام التشريق؟ وما هي فضائلها؟ وما هي الأعمال المستحبة فيها؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا المقال.

ما هي أيام التشريق؟

أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر، أي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة. وقد اختلف العلماء في سبب تسميتها بهذا الاسم، فقيل:

  • لأن صلاة العيد لا تصلى إلا بعد شروق الشمس.
  • لأن الهدايا والأضاحي لا تنحر حتى تشرق الشمس.
  • لأن الناس كانوا يشرقون فيها لحوم الهدي والأضاحي، أي يقددونها ويملحونها ويعرضونها للشمس لحفظها من الفساد، لعدم وجود وسائل الحفظ الحديثة.

مكانة وفضائل أيام التشريق

تتمتع أيام التشريق بمكانة عظيمة في الإسلام، وتتجلى هذه المكانة في عدة أمور:

  • الأيام المعدودات: هي الأيام المعدودات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (البقرة: 203). وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما الأيام المعدودات بأنها أيام التشريق.

  • المبيت بمنى ورمي الجمرات: هي الأيام التي يبيت فيها الحجاج بمنى كواجب من واجبات الحج عند جمهور الفقهاء، ويلزم الدم لمن تركه بغير عذر. وهي الأيام التي يرمي فيها الحجاج الجمرات الثلاث (الصغرى، والوسطى، والكبرى) لكل جمرة سبع حصيات، ويكبرون الله مع كل حصاة.

  • يوم القر: اليوم الأول من أيام التشريق يسمى يوم القر، لأن الحاج يقر فيه بمنى، وهو أفضل أيام السنة بعد يوم النحر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أعظمُ الأيامِ عند اللهِ يومُ النحرِ، ثم يومُ القَر».

  • أيام عيد: هي أيام عيد للمسلمين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ ‌يَوْمَ ‌النَّحْرِ ‌وَيَوْمَ ‌عَرَفَةَ ‌وَأَيَّامَ ‌التَّشْرِيقِ، هُنَّ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهُنَّ أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ».

  • أيام أكل وشرب وذكر: هي أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَيامُ التَّشْرِيقِ أَيامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، وذكرٍ لله».

  • حرمة الصيام: يحرم صيام هذه الأيام، فقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق أن يصمن لمن لم يجد الهدي.

الأعمال المستحبة في أيام التشريق

يستحب للمسلم في أيام التشريق القيام بالعديد من الأعمال الصالحة، ومن أهمها:

  • شكر الله تعالى: شكر الله على ما أنعم به علينا من الأكل من لحوم الأضاحي.

  • الأكل والشرب وإظهار السرور: يسن في أيام التشريق الأكل والشرب، وإظهار السرور والفرح، والتوسعة على أهل البيت، وخاصة في أكل اللحم، بشرط ألا يكون في ذلك إسراف وتبذير.

  • الإكثار من ذكر الله تعالى: الإكثار من ذكر الله تعالى، من التكبير والتحميد والتهليل، طوال هذه الأيام وعقب الصلوات.

    • التكبير المقيد: وهو الذي يكون دبر الصلوات المكتوبات، ويبدأ من صلاة الفجر ليوم عرفة، وينتهي مع صلاة العصر لثالث أيام التشريق.

    • التكبير المطلق: وهو مشروع من فجر أول أيام العشر من ذي الحجة إلى وقت خطبة العيد، فيكون في كل وقت، في الأسواق وفي البيوت وفي المساجد وفي الطرقات.
  • صلة الرحم: اغتنام أيام العيد لزيارة الأرحام والأقارب والجيران والأصحاب، ابتغاء وجه الله تعالى.

  • ذبح الأضحية: ذبح الأضحية لمن لم يذبح يوم الأضحى، فإن آخر وقت ذبح الأضاحي هو غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.

خاتمة

أيام التشريق هي أيام مباركة، حافلة بالخير والبركة، فلنحرص على اغتنامها في طاعة الله وذكره وشكره، وصلة الأرحام، وإدخال السرور على قلوب المسلمين. نسأل الله العظيم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *