إسرائيل تحت القصف: 30 ألف مطالبة تعويض بعد أسبوع من الهجمات الإيرانية

إسرائيل تحت القصف: 30 ألف مطالبة تعويض بعد أسبوع من الهجمات الإيرانية

صدمة الحرب: الحياة في إسرائيل تتغير جذريًا

أجبرت الحرب مع إيران الإسرائيليين على مواجهة واقع جديد مرير، حيث تحولت الحياة المعتادة إلى سلسلة من اللحظات المليئة بالخوف والقلق. لم تعد صافرات الإنذار مجرد تنبيه عابر، بل هي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، والليالي الهادئة أصبحت ذكرى بعيدة، بينما الضربات الصاروخية الثقيلة أصبحت واقعًا ملموسًا يهدد كل بيت.

الدمار يطال كل بيت: إحصائيات مؤلمة

في غضون أيام قليلة، تحولت مشاهد الدمار إلى منظر مألوف في المدن الإسرائيلية. بدأت المؤسسات الرسمية في حصر الخسائر البشرية والمادية بشكل يومي، ولم يعد الأمر مقتصرًا على المناطق الحدودية، بل أصبح كل منزل في إسرائيل عرضة للخطر، سواء بالخسارة المباشرة أو بالخوف المستمر.

صندوق التعويضات تحت الضغط: 30 ألف مطالبة في أسبوع

مع تصاعد الهجمات الصاروخية وتضرر آلاف المنازل والممتلكات، أعلن صندوق التعويضات الإسرائيلي عن تلقيه أكثر من 30 ألف مطالبة بالتعويض منذ بداية الحرب مع إيران. يعكس هذا الرقم حجم الدمار والخسائر التي لحقت بالمواطنين الإسرائيليين.

تفاصيل المطالبات: أرقام وإجراءات

وفقًا للبيانات الرسمية لسلطة ضريبة الأملاك الإسرائيلية، تم إجلاء حوالي 10 آلاف شخص من منازلهم خلال الأسبوع الأول من الحرب. وتوزعت المطالبات البالغ عددها 30,735 مطالبة على مختلف المناطق المتضررة.

التعويضات: ما الذي يشمله وكيف يتم التقديم؟

تنص لوائح سلطة الضرائب على أن التعويض عن محتويات الشقق السكنية يمكن أن يتراوح بين 100 ألف و200 ألف شيكل (الدولار= 3.5 شيكلات)، اعتمادًا على حجم الضرر وموقع السكن.

يشمل التعويض الأثاث والأجهزة المنزلية والملابس والطعام التالف في بعض الحالات. يجب على المتضررين تقديم تقرير مفصل ومصور خلال 14 يومًا من وقوع الضرر، مع إرفاق الفواتير أو تقييم خبير مستقل.

شهادات من قلب الحدث: الحياة في زمن الحرب

تقول ليتل دوبروفيتسك، مراسلة الملحق الاقتصادي "مامون": "يصعب الحديث عن روتين في هذه الظروف، فكل لحظة باتت محمّلة بالقلق، وكل قرار يتخذ في ظل القصف، وكل صوت يسمع، يُعيد التذكير بأن المجتمع الإسرائيلي يعيش في زمن حرب لا يشبه شيئا مما عاشه من قبل".

وتضيف أنه عند تضرر شقة سكنية نتيجة هجوم أو كارثة، تختلف الإجراءات المتبعة بحسب حجم الضرر. تبدأ المسؤولية من ضريبة الأملاك، التي تتولى التعويض المالي، بينما تخضع إعادة الترميم أو الهدم وإعادة البناء لتقييم دقيق من قبل مقيّم معتمد ومهندس من الهيئة المختصة.

الترميم: الدولة تتحمل التكلفة

تؤكد دوبروفيتسك أن المستأجرين لا يمولون الترميم من جيوبهم، بل تتحمل الدولة التكلفة، رهنا بنتائج التقييم الفني والحصول على التصاريح اللازمة. "في الحالات الاعتيادية، تجدد الشقة السكنية وتعاد إلى ما كانت عليه، أما في حال وجود أضرار جسيمة تهدد سلامة المبنى، فيُتخذ القرار بهدمه بالكامل وإعادة بنائه من جديد".

جولة ميدانية: حجم الدمار يتجاوز التوقعات

في جولة ميدانية إلى أحد مواقع سقوط الصواريخ في مدينة حيفا، التقى مراسل الشؤون الاقتصادية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، غاد ليئور، بمدير صندوق تعويضات ضريبة الأملاك أمير دهان، الذي يشرف ميدانيًا على تقييم الأضرار.

يقول دهان: "لم أرَ شيئًا كهذا من قبل"، مضيفًا أن "أربعة مبانٍ مكوّنة من ثلاثة وأربعة طوابق دُمّرت بالكامل في منطقة رامات غان، ولا يمكن ترميمها، بل يجب هدمها كليًا وإعادة بنائها".

ويوضح أن "الضرر الناتج عن الضربات الصاروخية الإيرانية يتجاوز ما اعتدنا عليه بمستويين على الأقل، في السابق كنا نتحدث عن نوافذ محطمة، أما اليوم فنرى أحياء كاملة متضررة، وتأثير الانفجار يمتد لأكثر من 700 متر من نقطة السقوط".

التقديرات الأولية للخسائر: مليارات الشيكلات

تشير التقديرات الأولية إلى أن الأضرار المباشرة تجاوزت ملياري شيكل (571 مليون دولار) خلال الأسبوع الأول للحرب، بينما يحتوي صندوق التعويضات حاليا على حوالي 9.5 مليارات شيكل (2.71 مليار دولار).

تطمينات حكومية: لا أحد سيُترك دون مأوى أو تعويض

يحاول دهان أن يطمئن الإسرائيليين قائلاً: "حتى لو نفدت الأموال، فإن الدولة ستضخ الميزانيات اللازمة، لا أحد سيُترك دون مأوى أو تعويض".

فرق التقييم: العمل على مدار الساعة

يعمل أكثر من 80 فريقًا لتقييم الأضرار ميدانيًا، لكن بعض الأحياء لا تزال غير قابلة للوصول بسبب الإجلاء الكثيف. ويضيف دهان: "لن نستطيع تقييم الأضرار في كل مكان فورا، لكننا سنصل للجميع".

التعويض السريع: مسار جديد للمتضررين

في الحالات العادية، تصل الدفعة الأولى للمتضررين خلال 3 أسابيع إلى شهر إذا كان الضرر طفيفا أو متوسطا. أما الأضرار الكبرى، فقد تستغرق عدة أشهر أو حتى سنة كاملة، وتترافق مع دفعات جزئية أثناء عمليات الترميم.

ولكن بسبب حجم وكثرة الأضرار تم تفعيل مسار "التعويض السريع"، الذي يمكّن من تضررت ممتلكاته بأقل من 10 آلاف شيكل (2857 دولارا) من تقديم مطالبة فورية بالصور وعرض أسعار، ويحصل على التعويض خلال 48 – 72 ساعة، دون انتظار تقرير من خبير.

حدود التعويض: ما الذي يشمله التأمين؟

يتم تعويض محتويات المنزل حتى سقف 120 ألف شيكل (34.2 ألف دولار) للعائلات (زوجان + 3 أطفال). من يملك مقتنيات تتجاوز هذا المبلغ، عليه أن يكون قد اشترى تأمينا إضافيا مسبقا للحصول على تعويض كامل.

الإقامة البديلة: حلول للعائلات المتضررة

يقول دهان: "في المرحلة الأولى، ننقل المتضررين إلى فنادق بتمويل من صندوق التعويضات عبر السلطات المحلية، وإذا طالت أعمال الترميم، يمكن للعائلات الانتقال إلى شقق مستأجرة، على أن تتحمل الدولة الإيجار، بما يعادل قيمة سكنهم السابق".

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *