إعجاز القرآن الكريم: دلالات لغوية وبلاغية في آيات مختارة

إعجاز القرآن الكريم: دلالات لغوية وبلاغية في آيات مختارة

مقدمة

يُعدّ القرآن الكريم معجزة لغوية وبلاغية خالدة، تتجلى في دقة اختيار ألفاظه، وتناسب معانيه، وإحاطته بجميع جوانب الحياة. سنستعرض في هذا المقال بعض الأمثلة المختارة من إعجاز القرآن البياني، مُفسّرين دلالات الكلمات واختيارها في سياقاتها المختلفة، مُسلّطين الضوء على الحكمة البالغة وراء هذه الاختيارات. سنسعى لتقديم شرح مفصل، مُرتّب بشكل مُنظم، يُسهّل فهم هذه المعجزات اللغوية.

دقة اللفظ واختياره:

  • آية في ثلاث كلمات: تُعتبر آية "فاصدع بما تُؤمر" [الحجر: 94] مثالًا رائعًا على الإيجاز المُعبّر، حيث تضمّنت في ثلاث كلمات فقط جوهر الرسالة الإلهية.
  • "حرثكم": استخدام كلمة "حرثكم" [البقرة: 223] بدلًا من وصف آخر للجماع، يُشير إلى الحكمة الإلهية في تحديد المكان المخصص للزرع، وبالتالي تجنب أي غموض أو لبس.
    • كما هو موضح في البرهان للزركشي (1/67)، فإنّ الحرث لا يكون إلا حيث تنبت البذور، وهو المكان المخصوص.
  • تقديم العذاب على المغفرة: في آية [المائدة: 40]، يُلاحظ تقديم ذكر العذاب على المغفرة. هذا ليس من باب التناقض، بل هو من باب الترهيب والزجر، خاصةً في سياق ذكر قطاع الطرق والمحاربين والسراق، كما هو واضح من الآيات السابقة (المائدة: 33، 38).

التكرار البديع في القرآن:

  • اسم الشرط "إذا" في سورة: تتكرر كلمة الشرط "إذا" اثنتي عشرة مرة في إحدى سور القرآن الكريم دون أن يُخلّ ذلك بجماليتها أو يُسبب تنافرًا في المعنى. (لم يُحدد المقال هذه السورة).
  • أحد عشر قسمًا متتاليًا: تُعدّ أقسام الله تعالى المتتالية في سورة الشمس [الشمس: 1-7] (أحد عشر قسمًا) من أروع الأمثلة على البديع في القرآن، حيث لا يوجد مثلها في القرآن الكريم من حيث التتابع والجمال.

دقة الصياغة واختلاف ألفاظ متقاربة:

  • "جعلناه" و "لجعلناه": تُظهر الآيات [الواقعة: 63-65، 68-70] دقة الله في اختيار ألفاظه. فاستخدام "جعلناه" في آية الماء، و"لجعلناه" في آية الزرع، يُبرر بتفاوت إمكانية الادعاء بالقدرة على إنزال ماء أجاج، أو إتلاف الزرع.
  • "هو" في آيتين: تُبيّن آيتا [الشعراء: 79، 81] الحكمة في استخدام كلمة "هو" في آية الإطعام، لتأكيد الفعل الإلهي، بينما غيابها في آية الموت والإحياء لعدم إمكانية الادعاء بمثل ذلك.
  • تقديم السمع على البصر: يُلاحظ تقديم ذكر السمع على البصر في آيات مثل [النحل: 78، الأحقاف: 26]. هذا يعكس الحقيقة العلمية بأن السمع أكثر كمالاً ودقة، كما يصاحب الإنسان حتى في نومه. إضافةً إلى دلالة علمية، تظهر هنا دقة بلاغية.
  • اختلاف خاتمتين في آيتين: تُبرز آيتا [الجاثية: 15، فصلت: 46] اختلافًا في الخاتمة، مُبررًا بسياق كل آية وما قبلها.
  • اختلاف خاتمتين في آيتين (الشرك): آيتا [النساء: 48، 116] تُبين اختلافًا في الخاتمة، مُبررًا بخصوصية كل آية وسياقها (اليهود والمشركون).
  • تقديم المنّ على الفداء: في آية [محمد: 4]، يُلاحظ تقديم "المنّ" على "الفداء"، مُشيرًا إلى ترجيح حرمة النفس على طلب المال.
  • "تدلوا" في آية الرشوة: استخدام كلمة "تدلوا" [البقرة: 188] في آية الرشوة يُشير إلى دناءة المرتشي، حتى وإن كان في منصب رفيع.
  • "اجلدوا" بدلًا من "اضربوا": استخدام "اجلدوا" [النور: 2] بدلًا من "اضربوا" يُشير إلى أن الغرض من الحد هو الإيلام.
  • تقديم غض البصر على حفظ الفروج: تقديم غض البصر على حفظ الفروج في آية [النور: 30] يعود إلى أن النظر بريد الزنا، ومقدمة للوقوع في المخاطر.
  • "أغطش" بدلًا من "أظلم": استخدام "أغطش" [النازعات: 29] بدلًا من "أظلم" يُضيف دلالة على الصمت والركود والوحشة.
  • "اثّاقَلْتُمْ" في آية الجبن: استخدام "اثّاقَلْتُمْ" [التوبة: 38] يُعبّر عن جبن الجبناء الذين يلتصقون بالأرض خوفًا.
  • تقديم الزانية على الزاني: تقديم الزانية على الزاني في آية الزنى [النور: 2] وعكس ذلك في آية السرقة [المائدة: 38] يُفسّر بأدوار كلٍّ منهما.
  • "من إملاق" و "خشية إملاق": الفرق بين "من إملاق" [الأنعام: 151] و "خشية إملاق" [الإسراء: 31] يُفسّر بخطاب الفقراء في الآية الأولى والأغنياء في الثانية.
  • "عرضها" بدلًا من "طولها": قوله تعالى "عرضها" [آل عمران: 133] بدلًا من "طولها" يُشير إلى أن العرض أخصّ.

إيجاز مُعبر وجمال بلاغي:

  • آية جمعت الخير والشر: الآية [البقرة: 124] تُعدّ مثالاً على إيجاز مُعبر، حيث جمعت الخير والطلب والإثبات والنفي والتأكيد والحذف والبشارة والنذارة والوعد والوعيد.
  • آية قصيرة ومعنى واسع: الآية [البقرة: 179] تُعتبر مثالًا على إيجاز مُعبر، حيث المعنى كثير واللفظ قليل.
  • تقديم المال على البنين: تقديم المال على البنين في آيات [الشعراء: 88، آل عمران: 116] يُفسّر بأهمية المال عند أكثر الناس.
  • اختلاف "من عزم الأمور": الفرق بين آيتي [لقمان: 17، الشورى: 43] يُفسّر بصبر مضاعف في الآية الثانية.
  • إسناد العدة للرجال: إسناد العدة للرجال في آية [الأحزاب: 49] يُشير إلى أنها حق للمطلق.
  • ثنّي وجمع وإفراد في خطاب موسى: ثنّي وجمع وإفراد في آية [يونس: 87] يُفسّر بدقة الخطاب.
  • "من فوقهم" في آية السقف: قوله تعالى "من فوقهم" [النحل: 26] يُوضح دقة بلاغية.
  • الخاتمة بـ"حكيم" في آية اللعان: الخاتمة بـ"حكيم" [النور: 9، 10] في آية اللعان تُفسّر بحكمة مشروعية اللعان.
  • عشرون ضربًا من البديع: آية [هود: 44] تُعدّ غنية بضروب البديع.
  • **ت

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *