البشارة: سرور القلب وهدي نبويّ

البشارة: سرور القلب وهدي نبويّ

البشارة: سرور القلب وهدي نبويّ

تُعرف البشارة بأنها الخبر السار الذي يُسعد القلب و يُشعِر بالطمأنينة، وهي منهج ربانيّ وهدي نبويٌّ، أمر الله تعالى نبيه به في قوله: ﴿ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴾ [الزمر: 17]. تُؤثّر البشارة إيجابياً على النفس، وتُظهر طلاقة الوجه، وجمعها بشارات وبشائر. فهي أكثر من مجرد خبر سار، بل هي تعبير عن التفاؤل والأمل، ودافع قوي للعمل والإنتاج.

تعريف البشارة وأمثلة من القرآن الكريم:

عرّفها بعض العلماء بأنها ما يُبَشِّر به الإنسان غيره من أمرٍ يبعث على السرور. وتُسمّى بذلك من "البشر" وهو السرور، لما تُحدثه من انشراح في الصدر. وتكثر الآيات القرآنية التي تتضمن التبشير، منها:

  • ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 101]
  • ﴿ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ [هود: 71]

هذه الآيات وغيرها تُظهر أهمية البشارة في الإسلام، وكيف أنها تُعتبر من الوسائل المهمة لنشر الأمل والرجاء.

أعظم البشارات: وعد الله بالجنة:

أعظم ما يُبَشّر به المؤمن هو وعد الله بالجنة وما أعدّه من نعيمٍ دائم، كما جاء في قوله تعالى:

وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة: 25]

مناسبات البشارة في الإسلام:

لم تكن البشارة في الإسلام مقصورةً على الأمور الدنيوية فقط، بل امتدّت لتشمل الأمور الدينية والعقائدية. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُبشّر أصحابه بالأمور الدينية، كما يُبشّرهم بالأمور الدنيوية. ومن الأمثلة على ذلك:

  • البشارة للمريض: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله لأم العلاء: "أبشري يا أم العلاء؛ فإن مرض المسلم يُذهب الله به خطاياه، كما تُذهب النار خَبَثَ الذهب والفضة".

  • البشارة لطالب العلم: روي أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع.

  • البشارة لأهل المصائب: مثل من مات له ولد، فقد روي أن الله يبني بيتًا في الجنة لمن فقد ولده وحمد الله واسترجع.

  • البشارة عند الموت: يُبشّر المؤمن الصالح عند الموت بثواب الله وجناته.

آداب البشارة:

للبشارة آدابٌ تُضفي عليها رونقاً إسلامياً، ومنها:

  • حسن النية والنية الطيبة: أن تكون نفسية المُبشّر مليئة بالخير والسرور.
  • الوجه الطلق والانشراح: أن يكون المُبشّر مبتسمًا، مُشرِح الصدر.
  • التيسير وعدم التعسير: كما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وأبي موسى: ((يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا)).
  • إعطاء المُبَشِّر شيئاً: يستحب لمن بُشّر بنعمة أن يُعطِي المُبَشِّر شيئاً، كما ورد في قصة كعب بن مالك.
  • سجود الشكر: يستحب سجود الشكر لله عند سماع البشرى السارة.

البشارة في الحياة اليومية:

تُستخدم البشارة في الحياة اليومية بشكلٍ واسع، فإذا طلب منك شخص مساعدة أو مالاً، فقول "أبشِر" يُعتبر من السنة النبوية، وهو تعبيرٌ عن التفاؤل والثقة بالله.

خاتمة:

تُعتبر البشارة من الأخلاق الإسلامية الجميلة التي تُنمي روح الأمل والتفاؤل، ونسأل الله أن يجعلنا من الذين يُبَشَّرون بالخير في الدنيا والآخرة.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *