العيد فرصة للتجديد: دعوة للتسامح والفرح
العيد موسم الفرح والبهجة، وفرصة ثمينة لتعزيز الروابط الاجتماعية وتقوية أواصر المحبة بين الأهل والأصدقاء. لكن في كثير من الأحيان، تتحول هذه المناسبة السعيدة إلى ساحة للعتاب واللوم، مما يفسد فرحة اللحظة ويترك أثراً سلبياً في النفوس.
كلمات من نور: ابن القيم وابن تيمية عن التسامح
لنستلهم من حكمة العارفين بالله، حيث يقول ابن القيم رحمه الله، ناقلاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "العارف لا يرى له على أحد حقًا، ولا يشهد له على غيره فضلاً؛ ولذلك: لا يعاتب، ولا يطالب، ولا يضارب." هذه الكلمات تحمل في طياتها دعوة للتواضع والتغافل، والنظر إلى الأمور بعين الرحمة والتسامح.
استراتيجيات لتحويل العيد إلى لحظة فرح حقيقية
كيف يمكننا تطبيق هذه الحكمة في حياتنا اليومية، وخاصة في الأعياد؟ إليكم بعض الاستراتيجيات العملية:
-
وداعًا للماضي: مقبرة النسيان
اجمعوا آلامكم وأحزانكم وذكرياتكم المؤلمة، وادفنوها في مقبرة النسيان. أهيلوا عليها تراب التغافل والعفو، وابدأوا صفحة جديدة.
-
قلوب جديدة وثياب جديدة:
استقبلوا العيد بقلوب صافية ونقية، كأنكم أتيتم من عالم آخر لا يحمل أثقال الماضي. ارتدوا ثياب الفرح، وتزينوا بابتسامة صادقة.
-
وداعًا للكلمات الثقيلة:
تجنبوا العتاب واللوم، والكلمات التي تثقل القلوب وتفسد فرحة اللقاء. استبدلوا العبارات السلبية بكلمات الترحيب والاحتفاء والتعبير عن المحبة والامتنان. بدلاً من قول "لا نراكم إلا في الأعياد"، عبروا عن سعادتكم بلقائهم.
-
ذكريات جميلة تدوم:
اجعلوا لقاءكم ذكرى جميلة يتوق الجميع لتكرارها. ابتعدوا عن الخوض في خلافات الماضي، وركزوا على بناء ذكريات سعيدة تدوم في الذاكرة.
-
التغافل عن الصغائر:
لا تذكروا الأحفاد بخلافات الأجداد. لا تعاتبوا أحدًا تأخر أو تقدم. لا تنقدوا أحدًا على مظهره أو لباسه أو عاداته. تذكروا أن العيد فرصة للتسامح والتغاضي عن الصغائر.
-
التركيز على الإيجابيات:
ابحثوا عن الجوانب الإيجابية في الآخرين، وأشيدوا بها. عبروا عن تقديركم لجهودهم ومساهماتهم.
العيد: فرصة للتغيير
العيد ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو فرصة للتغيير والتجديد. فرصة لتطهير القلوب من الأحقاد والضغائن، وملئها بالمحبة والتسامح. فلنجعل من هذا العيد بداية جديدة، ننشر فيها الفرح والبهجة في كل مكان.
دعاء:
بلغكم الله العيد وجعله مباركاً.
اترك تعليقاً