القرآن والقرار: كيف يحقق الاتزان في حياتك؟**

#

مقدمة: عندما تتشابك الدروب وتحتد الحيرة

كثيرًا ما أستقبل استشارات من أشخاص يعانون من الحيرة والضياع، ويجدون أنفسهم أمام خيارات متعددة ومربكة. وقبل الخوض في تفاصيل المشكلة، غالبًا ما أتساءل: "كيف حالك مع القرآن؟" ليس من باب التذكير المجرد، بل من واقع تجربة شخصية عميقة.

أثر القرآن الخفي على اتخاذ القرارات

لقد لمستُ مرارًا وتكرارًا ذلك الفرق الجوهري بين القرارات التي تُتخذ في رحاب القرآن وتلك التي تُصاغ في غيابه. فالقلب الذي ينحرف عن القرآن، غالبًا ما تجد الحياة طريقها إلى مسارات مضطربة. تتحول القرارات اليومية، سواء في العمل أو الأسرة أو العلم أو العلاقات، إلى اجتهادات تفتقر إلى نور الوحي. كل قرار ينبع من ذهن خالٍ من الورد القرآني، يثقله التردد ويضعف التوفيق.

القرآن: ليس مجرد فكرة، بل إعادة ترتيب للوعي

القرآن ليس مجرد مصدر للأفكار، بل هو قوة تعيد ترتيب وعيك بالكامل. إنه لا يدلك على الإجابة فحسب، بل يُقيم في قلبك مقام السلطان. إنه يُهندس الأولويات، ويضع على طاولة قلبك ما يغيب عنك في صخب الحياة اليومية.

الهشاشة النفسية والانجراف مع التيار

الإنسان كلما ابتعد عن القرآن، دخل في حالة من الهشاشة النفسية، حيث يغريه الاستعجال، ويستعذبه الظن، ويستهويه السقف المنخفض للقرارات السريعة، حتى وإن بدت منطقية.

العودة إلى "القيومية": القرار من الداخل

وحين يقترب من القرآن، يعود إلى حال "القيومية"، حيث القرار لا يُصنع من ضجيج الخارج، بل من صفاء الداخل، من النور الذي في الوحي، من الميزان الذي لا يميل. إنه يستمد قوته من "هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"، مدركًا أن كل ما عداه مائل، وإن بدا مستقيمًا.

حراسة القرار: القرب من القرآن ليس مجرد عبادة

القرب من القرآن ليس مجرد مكاثرة تعبدية، بل هو إجراء وقائي لحراسة القرار، وتحقيق الصواب، وضبط الوجهة. وكل خطوة بعيدة عنه، ليست حيادًا، بل انزلاق عن جادة أقوم.

الخلاصة: القرآن بوصلة حياتك

اجعل القرآن بوصلتك في الحياة، فهو ليس مجرد كتاب مقدس، بل هو دليل عملي يرشدك إلى اتخاذ القرارات الصائبة ويحقق لك الاتزان النفسي والروحي. تذكر دائمًا أن القرار الذي يُتخذ في حضرة القرآن، هو قرار مبارك وموفق بإذن الله.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *