المفاوضات النووية الإيرانية في مهب التصعيد: هل انتهى المسار الدبلوماسي؟

المفاوضات النووية الإيرانية في مهب التصعيد: هل انتهى المسار الدبلوماسي؟

تصاعد التوترات يلقي بظلاله على مستقبل المحادثات النووية

في ظل التوترات المتزايدة بين إيران وإسرائيل، والتي بلغت ذروتها في تبادل الضربات العسكرية الأخيرة، يواجه مصير المفاوضات النووية الإيرانية مع القوى الغربية حالة من الغموض الشديد. كان من المقرر استئناف المحادثات، التي تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في مسقط، إلا أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على أهداف داخل إيران قد أثار شكوكًا جدية حول إمكانية المضي قدمًا في المسار الدبلوماسي.

اتهامات متبادلة وتصريحات متضاربة

تتبادل إيران والولايات المتحدة الاتهامات بشأن الهجوم الإسرائيلي. ففي حين تعتبر طهران أن واشنطن أعطت "ضوءًا أخضر" لإسرائيل لشن الهجوم، تنفي الإدارة الأمريكية ذلك، مؤكدة أنها حذرت تل أبيب من مغبة القيام بأي عمل يقوض جهود إحياء الاتفاق النووي.

تصريحات المسؤولين الإيرانيين تعكس حالة من الغضب والاستياء:

  • وزارة الخارجية الإيرانية: عبرت عن استيائها الشديد من الهجوم، واعتبرته انتهاكًا لسيادة إيران ووحدة أراضيها.
  • المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: أشار إلى أن قرار طهران بالمشاركة في الجولة المقبلة من المفاوضات "غير واضح"، مؤكدًا أنه من غير المقبول أن تقوم إسرائيل بشن هجمات في المنطقة دون تنسيق أو موافقة أمريكية.
  • عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني: اعتبر أن الجولة السادسة من المفاوضات "لم تعد قابلة للتحقق" في ضوء التطورات الأخيرة والعدوان الإسرائيلي.

هل وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود؟

يرى العديد من المحللين أن الهجوم الإسرائيلي قد وضع المفاوضات النووية "على حافة الانهيار". ويشيرون إلى أن التصعيد الأمني غير المسبوق على الأراضي الإيرانية، والخطاب المتصلب من جانب كل من إسرائيل والولايات المتحدة، والتحول الجذري في المزاج السياسي الإيراني الداعي إلى رد عسكري وليس التفاوض، كلها عوامل تزيد من صعوبة استئناف المحادثات.

تداعيات محتملة

إذا لم يتم استئناف المفاوضات النووية، فقد يؤدي ذلك إلى:

  • تصعيد إضافي في التوترات الإقليمية: قد تلجأ إيران إلى اتخاذ خطوات انتقامية ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة، مما يزيد من خطر نشوب صراع أوسع في المنطقة.
  • عودة إيران إلى برنامجها النووي بشكل كامل: قد تتخلى إيران عن القيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب الاتفاق النووي، مما يزيد من المخاوف بشأن قدرتها على تطوير أسلحة نووية.
  • فرض عقوبات جديدة على إيران: قد تعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، مما يزيد من الضغوط على الاقتصاد الإيراني.

مستقبل غامض

في ظل هذه الظروف، يبدو مستقبل المفاوضات النووية الإيرانية غامضًا للغاية. ففي حين أن بعض المحللين لا يزالون يأملون في إمكانية التوصل إلى اتفاق، إلا أن آخرين يرون أن المسار الدبلوماسي قد وصل إلى طريق مسدود، وأن التصعيد العسكري هو السيناريو الأكثر ترجيحًا. يبقى أن نرى ما إذا كانت الأطراف المعنية ستتمكن من إيجاد طريقة لتهدئة التوترات واستئناف المحادثات، أم أن المنطقة ستنزلق إلى صراع أوسع.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *