**اليمن على صفيح ساخن: أزمة وقود خانقة تزيد معاناة المدنيين في مناطق الحوثيين**

**اليمن على صفيح ساخن: أزمة وقود خانقة تزيد معاناة المدنيين في مناطق الحوثيين**

اليمن على صفيح ساخن: أزمة وقود خانقة تزيد معاناة المدنيين في مناطق الحوثيين

تواجه المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن أزمة وقود حادة، تضاف إلى سلسلة التحديات الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها السكان، مما يفاقم الوضع المزري أصلاً في بلد يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

طوابير خانقة وأسواق سوداء: واقع مرير في صنعاء

يشهد سكان صنعاء ازدحامًا غير مسبوق أمام محطات الوقود، حيث تتشكل طوابير طويلة لساعات وأيام للحصول على كميات محدودة من الوقود. في المقابل، تزدهر الأسواق السوداء، حيث تباع المشتقات النفطية بأسعار مضاعفة، مستغلة النقص الحاد في المعروض.

تراجع الإمدادات وتداعيات القصف: أسباب الأزمة

يعزى تفاقم أزمة الوقود إلى عدة عوامل، أبرزها:

  • تراجع كميات الوقود: انخفاض حجم المشتقات النفطية الواصلة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي تستهلك أكثر من نصف إجمالي واردات اليمن من الوقود.
  • تدمير ميناء رأس عيسى النفطي: أدى القصف الذي تعرض له ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة، في أبريل الماضي، إلى تعطيل عمليات الاستيراد والتوزيع، مما زاد من حدة النقص.

معاناة يومية: شهادات من أرض الواقع

  • حلمي الحيدري (سائق سيارة أجرة): "أزمة الوقود أثرت بشكل كبير على عملي ودخلي، خصوصا مع انعدام الرواتب. نقف في طابور لمدة يومين للحصول على 40 لتر بنزين تكفي لمدة 10 أيام فقط، وهي كمية غير كافية على الإطلاق."
  • غيداء عبد الله (مواطنة من صنعاء): "العاصمة تعيش أزمة كبيرة في الوقود، والشوارع أصبحت شبه فارغة بسبب تراجع حركة المركبات. الأزمة عقّدت حياة السكان، خصوصا مالكي سيارات الأجرة والدراجات النارية."

رواية الحوثيين: "العدوان الأميركي" و"خطة الطوارئ"

أقرت جماعة الحوثي بوجود أزمة وقود، وعزتها إلى ما وصفته بـ "العدوان الأميركي" الذي دمر ميناء رأس عيسى. وأعلنت شركة النفط اليمنية التابعة للحوثيين عن تفعيل "خطة الطوارئ" في محطات الوقود، بهدف إدارة المخزون المتاح بشكل مؤقت.

رواية أخرى: محاولات إيقاف الأنشطة التجارية

يرى مراقبون وباحثون اقتصاديون، مثل رشيد الحداد، أن الأزمة تعود إلى محاولات أميركية لـ "إيقاف كافة الأنشطة التجارية والاقتصادية والخدمية" في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بهدف الضغط عليهم في مفاوضات السلام.

هل من حل في الأفق؟

لا يوجد حل فوري لأزمة الوقود في اليمن. يعتمد الحل على عدة عوامل، منها:

  • وقف إطلاق النار: تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين صنعاء وواشنطن، والذي يتضمن وقف الهجمات على السفن، وإعادة فتح الموانئ، والسماح بدخول المشتقات النفطية.
  • التزام أميركا: مدى التزام الولايات المتحدة بتنفيذ الاتفاق، وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة.
  • الصراع مع إسرائيل: تأثير استمرار "العدوان الإسرائيلي" على موانئ اليمن، واحتمال تصعيد الحوثيين لعملياتهم في البحر الأحمر، مما قد يزيد من حدة أزمة الوقود.

سيناريوهات مستقبلية:

  • تفاقم الأزمة: في حال استمرار الوضع الراهن، قد تشهد اليمن أزمة إنسانية واقتصادية أكثر حدة، مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتدهور الخدمات العامة، وزيادة معاناة السكان.
  • انفراج الأزمة: في حال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والسماح بدخول المشتقات النفطية، قد تتحسن الأوضاع تدريجياً، وتخف حدة الأزمة.
  • تصعيد الصراع: في حال استمرار الصراع مع إسرائيل، وتصعيد الحوثيين لعملياتهم في البحر الأحمر، قد تتفاقم الأزمة، وتتحول إلى كارثة إنسانية.

يبقى مستقبل اليمن معلقًا بين هذه السيناريوهات، في ظل أزمة وقود خانقة تزيد من معاناة المدنيين، وتضع البلاد على حافة الهاوية.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *