اليوم العبوس

اليوم العبوس

مقدمة

إنَّ يوم القيامة هو الحدث الأعظم الذي ينتظر البشرية جمعاء، يوم تُنصب فيه الموازين، ويُحاسب فيه الناس على أعمالهم صغيرها وكبيرها، ويُجزى فيه كل إنسان بما قدَّمت يداه. وقد وصف الله عز وجل هذا اليوم في مواضع كثيرة من القرآن الكريم بأوصاف تهز القلوب وتوقظ الأرواح الغافلة. ومن بين هذه الأوصاف قوله تعالى: إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوْسًا قَمْطَرِيرًا.

لماذا سُمِّي يوم القيامة باليوم العبوس؟

يوم القيامة سُمِّي باليوم العبوس لما يحمله من أهوال وشدائد يعجز العقل عن تخيلها، حيث يُبعث الناس من قبورهم للحساب والجزاء، ويجتمع الخلق أمام الله عز وجل في مشهد مهيب.

كلمة يوْمًا عَبُوْسًا تشير إلى شدة هذا اليوم وضيقه، وهو يوم يبدو كئيبًا مظلمًا على الكافرين والفاسقين، حيث قال المفسرون إن العبوس يدل على الضيق والكرب الذي يظهر على الوجوه من شدة الفزع والخوف. أما كلمة قَمْطَرِيرًا فتعني زيادةً في شدة هذا العبوس والكآبة، فهو يوم ليس فيه فسحة ولا فرج للكافرين.

تصوير أهوال يوم القيامة في القرآن

لقد وصف الله يوم القيامة في القرآن بأنه يوم شديد تذهل فيه كل نفس عن الأخرى، حيث قال: يَوْمَ يُفْرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيْهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيْهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيْهِ (سورة عبس: 34-36). هذا الفرار يدل على شدة الخوف وانعدام أي أمل في النجاة إلا برحمة الله.

وفي ذلك اليوم، تُبسط صحائف الأعمال، فيُقال للإنسان: اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (الإسراء: 14). ويقف الإنسان محاسبًا على كل صغيرة وكبيرة.

حال المؤمنين يوم القيامة

ورغم أهوال ذلك اليوم وشدته، فإن الله عز وجل يطمئن عباده المؤمنين بأنه سيحميهم من شروره، كما قال: فَوَقَهُمُ اللَّهُ شَرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا. فالمؤمنون محفوظون برحمة الله، يغمرهم الفرح والسرور عندما يُجزَون بما صبروا وعملوا من الصالحات، ويُساقون إلى الجنة في موكب مهيب.

كيف نتقي شر يوم العبوس؟

  1. الإيمان والعمل الصالح: لا نجاة يوم القيامة إلا بالإيمان بالله والعمل الصالح، فقد قال الله: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا (فصلت: 46).
  2. التقوى والخوف من الله: الخوف من الله والاستعداد ليوم القيامة هو دليل الإيمان. يقول الله: وَمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى الْنَّفْسَ عَنِ الْهَوْىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوْىٰ (النازعات: 40-41).
  3. الدعاء والاستغفار: علينا أن نلجأ إلى الله بالدعاء والاستغفار طلبًا لرحمته ومغفرته، فهو القادر على أن ينجينا من أهوال ذلك اليوم.

ختامًا

إنَّ اليوم العبوس يوم يرهبه الناس لما فيه من الأهوال، لكنه يوم عظيم تظهر فيه عدالة الله المطلقة ورحمته بعباده المؤمنين. فلنستعد لهذا اليوم بالعمل الصالح، والت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *