باكستان: تحذيرات اقتصادية من تصاعد التوتر مع الهند – هل تتأثر التجارة والاستثمار؟

باكستان: تحذيرات اقتصادية من تصاعد التوتر مع الهند – هل تتأثر التجارة والاستثمار؟

قلق متزايد في الأوساط الاقتصادية الباكستانية من تداعيات التصعيد مع الهند

في أعقاب التوترات المتزايدة بين باكستان والهند على خلفية الأحداث الأخيرة في إقليم كشمير، أعرب كبار رجال الأعمال والقيادات الاقتصادية الباكستانية عن قلقهم العميق بشأن الآثار السلبية المحتملة للتصعيد العسكري على الاقتصاد الوطني والإقليمي. وبينما تتصاعد الأصوات الداعية إلى الوطنية، يرى هؤلاء القادة أن التهدئة واستئناف الحوار الدبلوماسي هما السبيل الأمثل لحماية المصالح الاقتصادية للبلاد.

تهديد لفرص التعافي الاقتصادي والاندماج الإقليمي

أكدت أوساط الأعمال في باكستان، كما ورد في صحيفة "دون"، أن التوتر الحالي يمثل تهديدًا حقيقيًا لفرص التعافي الاقتصادي التي تسعى إليها البلاد. كما أنه يقوض الآمال في الاندماج الإقليمي، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل توجه الاقتصاد العالمي نحو الأسواق الإقليمية والتكامل التجاري.

انعكاسات سلبية بدأت بالظهور

بدأت الانعكاسات السلبية للتوتر تظهر بالفعل على الاقتصاد الباكستاني، وتشمل:

  • تراجع سوق الأوراق المالية: انخفض مؤشر كيه إس إيه-100 في سوق كراتشي للأوراق المالية بشكل ملحوظ منذ الحادثة الأخيرة.
  • تذبذب قيمة الروبية: شهدت العملة المحلية تراجعًا في قيمتها، حيث تراوح سعر صرف الروبية مقابل الدولار في السوق المفتوحة بين 280 و284 روبية.

قطاع الأدوية الأكثر تضررًا

أشار الخبراء إلى أن قطاع الأدوية يعد من بين القطاعات الأكثر تضررًا، وذلك بسبب اعتماده الكبير على واردات المواد الفعالة من الهند. ووفقًا لشيخ قيصر وحيد، الرئيس السابق لرابطة صناعة الأدوية الباكستانية، تواجه الشركات صعوبات في الإفراج عن الشحنات الحيوية من الهند، بالإضافة إلى رفض البنوك فتح الاعتمادات المستندية أو تنفيذ العقود.

إجراءات متبادلة تزيد من حدة الأزمة

اتخذت الهند سلسلة من الإجراءات الأحادية عقب الحادثة، وردت باكستان بتدابير مماثلة، مما زاد من حدة الأزمة الاقتصادية.

آراء متباينة حول احتمال نشوب حرب واسعة

في حين أعرب البعض عن قلقهم العميق من احتمال نشوب حرب واسعة وتأثيرها المدمر على الفئات الضعيفة، قلل آخرون من هذا الاحتمال، مؤكدين على أهمية التحلي بضبط النفس والتركيز على التعاون الاقتصادي لتحسين حياة الناس في كلا البلدين.

تأثير على ممر "الصين – باكستان" الاقتصادي

حذر تشودري محمد سعيد، الرئيس السابق لاتحاد غرف التجارة والصناعة الباكستانية، من أن التصعيد الحالي يهدد بتقويض إمكانيات ممر "الصين – باكستان" الاقتصادي، الذي يمثل فرصة لتعزيز التصدير والاستثمار الأجنبي.

مخاوف المستثمرين الأجانب

أعرب معين مهاجر، المسؤول السابق في غرفة التجارة للمستثمرين الأجانب، عن قلقه من تأثير التصعيد على بورصة باكستان وعلى أرباح المستثمرين. كما أشار إلى التخاذل الدولي حيال ما يحدث في جنوب آسيا، مرجعًا ذلك إلى عاملين أساسيين:

  • التركيز على الأزمات الأخرى: تحويل الاهتمام الدولي إلى صراعات أخرى أكثر إلحاحًا.
  • ضعف الدور الإقليمي: تراجع دور باكستان الإقليمي في حل النزاعات.

دعوات إلى تحقيق محايد والتهدئة

في الختام، دعا العديد من قادة الأعمال إلى فتح تحقيق محايد في حادثة باهالغام بمشاركة باكستان، كخطوة نحو بداية جديدة، مؤكدين أن استمرار التصعيد سيقوّض الاستقرار الاقتصادي ويُهدد النسيج الإقليمي.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *