هل بدأت حقبة جديدة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية؟
في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تطفو على السطح تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتحديد العلاقة الشخصية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فهل يشهد هذا التحالف الاستراتيجي المتين تحولاً جوهرياً؟
شرخ في التحالف: تباين المصالح يلقي بظلاله
تشير التقارير المتداولة إلى وجود تباين في وجهات النظر والمصالح بين واشنطن وتل أبيب، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين الزعيمين. ففي حين تتشبث الحكومة الإسرائيلية الحالية برؤية متشددة تجاه العديد من القضايا الإقليمية، تتخذ الإدارة الأمريكية قرارات تبدو وكأنها تبتعد عن هذه الرؤية.
- إشارات مقلقة: نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر مقربة من ترامب أن الرئيس الأمريكي قرر قطع الاتصال مع نتنياهو، مع اتهامه بالتلاعب.
- إحباط إسرائيلي: يعرب مسؤولون إسرائيليون عن خيبة أملهم من ولاية ترامب الثانية، معتقدين أن الرئيس الأمريكي سيتماهى بشكل كامل مع المصالح الإسرائيلية.
ملفات خلافية: سوريا، إيران، والملف النووي السعودي
يرى الخبراء أن ترامب يتصرف في عدة ملفات إقليمية بما يتعارض مع المصالح الإسرائيلية، ومن أبرز هذه الملفات:
- سوريا: تصريح ترامب بأن سوريا ضمن "منطقة نفوذ تركية" يثير قلق إسرائيل.
- إيران: انخراط إدارة ترامب في مباحثات مع إيران بشأن برنامجها النووي يثير مخاوف الحكومة الإسرائيلية.
- الملف النووي السعودي: يلوح في الأفق اتفاق أمريكي سعودي بشأن مشروع نووي دون تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وجهات نظر متباينة: خبراء يحللون المشهد
مهند مصطفى (خبير بالشؤون الإسرائيلية): "ترامب يرى المصالح الأميركية في المنطقة أهم من نظيرتها الإسرائيلية، ويبدو نتنياهو عاجزاً عن التأثير على ترامب في ملفات المنطقة، خاصة بعدما تحول الحزب الجمهوري الأميركي إلى ما سمّاه ‘حزب ترامب’."
مايكل فايفل (مسؤول الاتصالات السابق في البيت الأبيض): "العلاقات الأميركية الإسرائيلية قوية جداً خاصة بين ترامب ونتنياهو، لكن جزءاً من الساسة الأميركيين ليسوا سعداء بما يقوم به نتنياهو، إذ يودون رؤية وقف إطلاق نار ثانٍ في غزة."
ألون أفيتار (مستشار سابق للشؤون العربية بوزارة الدفاع الإسرائيلية): "ما يهم إسرائيل هو استمرار التحالف الدفاع الأمني الاستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب، وعدم التأثير على المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية في الساحة الفلسطينية. وما دون ذلك، يبقى أي توتر أميركي إسرائيلي محدوداً وليس ذا طابع استراتيجي."
هل تتجه الأمور نحو القطيعة؟
تبقى العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل علاقات استراتيجية متينة، لكن التباين في وجهات النظر والمصالح بين ترامب ونتنياهو يثير تساؤلات حول مستقبل هذه العلاقة. فهل ستنجح القيادتان في تجاوز هذه الخلافات والحفاظ على التحالف الاستراتيجي، أم أننا نشهد بداية حقبة جديدة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية؟
اترك تعليقاً