ترامب يبيع إسرائيل؟ تحليل يكشف عن تحولات في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط

ترامب يبيع إسرائيل؟ تحليل يكشف عن تحولات في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط

مقدمة:

في تحليل مثير للجدل نشرته صحيفة معاريف العبرية، يرى الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد يكون "باع إسرائيل" في سعيه لتحقيق مصالح اقتصادية وصفقات تكتيكية، وذلك في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي يشهدها العالم. فهل حقاً تخلت واشنطن عن حليفها التقليدي في الشرق الأوسط؟ وما هي الدوافع الحقيقية وراء هذا التحول المزعوم؟

خيبة الأمل الإسرائيلية وتغير الأولويات الأمريكية:

يشير داسكال إلى "تصاعد خيبة الأمل الإسرائيلية" من إدارة ترامب، معتبراً أن اللحظة التي فضل فيها ترامب التفاهم مع الحوثيين على الالتزام بمصالح إسرائيل قد تكون نقطة تحول مفصلية. ويرى أن تل أبيب لم تعد تحتل الأولوية في الحسابات الأمريكية، وتحولت إلى ورقة تفاوض قابلة للتجاهل إذا اقتضت مصلحة البيت الأبيض ذلك.

النفط والاقتصاد أولاً:

  • هدف ترامب: يرى الكاتب أن ترامب يسعى للحفاظ على استقرار أسعار النفط وتقليل أسعار الوقود داخل الولايات المتحدة، في ظل بوادر أزمة اقتصادية خانقة.
  • التفاهم مع الحوثيين: يهدف إلى وقف الهجمات على السفن الأميركية والسماح بمرور الشحن التجاري قرب مضيق باب المندب.
  • الاتفاق مع إيران: يسعى للتوصل لاتفاق بشأن برنامجها النووي، وقد لا يتردد في إبرام اتفاق يسمح لها باستخدام الطاقة النووية المدنية إذا كان ذلك سيخدم هدفه الأهم: تجنب ركود اقتصادي في بلاده.

تراجع النمو الأمريكي وتأثيره على الحلفاء:

يعرض المقال أرقامًا من صندوق النقد الدولي تتوقع تباطؤ النمو الأميركي إلى 1.8% عام 2025، مما ينعكس على مجمل حلفاء واشنطن. ويرى أن هذا التراجع الاقتصادي يدفع ترامب إلى البحث عن حلول سريعة ومباشرة مثل تأمين طرق التجارة وخفض أسعار النفط والبنزين.

تراجع دور إسرائيل في الحسابات الأمريكية:

يتوقع الكاتب أن تكون هذه الصفقات مقدمة لتراجع دور إسرائيل في الحسابات الأميركية، لا سيما في منطقة أصبحت فيها دول النفط والغاز قادرة على تقديم حوافز مغرية لواشنطن أكثر مما تفعله تل أبيب.

نهاية الهيمنة الاقتصادية الأمريكية؟

يرى داسكال أن تحولات ترامب لا تتعلق فقط بالشرق الأوسط، بل بمنظومة الهيمنة الاقتصادية التي قادتها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، والتي باتت مهددة الآن.

  • تحديات الهيمنة: انسحاب أميركا من التزاماتها الدولية، ومحاولات دول مثل الصين وروسيا والهند ودول البريكس تجاوز الاعتماد على الدولار لصالح عملاتها المحلية في التجارة الدولية، سيقلصان من هيمنة الدولار.
  • تحذير روبيو: يعكس قلقاً متزايداً بشأن بناء اقتصاد بديل لا يخضع للدولار الأميركي، مما يعني أن الولايات المتحدة "لن تعود قادرة على فرض العقوبات" كما كانت تفعل لعقود.

تآكل القيم الديمقراطية المشتركة:

يزعم الكاتب أن الركيزة الأساسية للعلاقة بين أميركا وإسرائيل لم تكن المصالح العسكرية فقط، بل "القيم الديمقراطية المشتركة"، وأن بفضل هذه القيم حصلت إسرائيل على تفوقها الجوي، وعلى دعم متواصل في مجلس الأمن، وصفقات عسكرية متقدمة.

مثال على التعاون الاستراتيجي:

  • منظومة السهم: يذكر نظام السهم الدفاعية كمثال على ثمرة اتفاق إستراتيجي مع واشنطن منذ عام 1987، والذي أنقذ إسرائيل من الهجمات الإيرانية (مع الحلفاء).
  • التفوق الجوي: يعتبره نتيجة مباشرة للعلاقة مع الولايات المتحدة.

خاتمة:

يختتم داسكال تحليله بالإشارة إلى أن هذا الأساس بات مهددًا، لأن ترامب -بحسب رأيه- لم يعد يهتم بهذه القيم، وإنما يبحث عن الربح السياسي والاقتصادي السريع. يبقى السؤال: هل هذه التحولات مجرد تكتيكات مؤقتة أم أنها تمثل تغيراً جذرياً في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وإسرائيل؟

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *