تفسير سورة آل عمران: الآيات (55-58) – معجزات عيسى عليه السلام وعذاب الكافرين وثواب المؤمنين

تفسير سورة آل عمران: الآيات (55-58) –  معجزات عيسى عليه السلام وعذاب الكافرين وثواب المؤمنين

تفسير سورة آل عمران: الآيات (55-58) – معجزات عيسى عليه السلام وعذاب الكافرين وثواب المؤمنين

تتناول هذه الآيات الكريمة من سورة آل عمران قصة عيسى عليه السلام ورفعته إلى السماء، بالإضافة إلى بيان جزاء الكافرين والمؤمنين في الدنيا والآخرة. سنستعرض تفاصيل هذه الآيات ونستخلص منها الدروس والعبر المهمة.

الآيات الكريمة:

﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 55 – 58].

دلالات الآيات:

تحتوي هذه الآيات على العديد من المعاني والدلالات المهمة، نذكر منها:

معجزات عيسى عليه السلام:

  • التوفيّة والرفع: يُخبر الله تعالى عيسى بنفسه بأنه سيتوفاه ويرفعه إليه، وهذا يُبين عظمة الله وقدرته على فعل ما يشاء. كلمة "متوفيك" لا تعني الموت بالمعنى الحرفي، بل هي إشارة إلى انتهاء مهمته الدنيوية ورفعه إلى السماء.
  • التطهير من الكافرين: يُطهر الله عيسى من تهم الكافرين وادعاءاتهم الباطلة.
  • نصر أتباعه: يُبشّر الله عيسى بنصر أتباعه على الكافرين حتى يوم القيامة، وهذا يدل على دعم الله لعباده المؤمنين.

الأحكام الإلهية:

  • يوم القيامة والحساب: تُؤكد الآيات على حقيقة يوم القيامة، ووقوع الحساب والجزاء بين الناس على أعمالهم.
  • عذاب الكافرين: يُوعد الله الكافرين بعذاب شديد في الدنيا والآخرة، دون ناصر لهم.
  • ثواب المؤمنين: يُوعد الله المؤمنين الذين عملوا الصالحات بتوفيقهم أجورهم كاملة.
  • عدم محبة الله للظالمين: يُبين الله تعالى أنه لا يُحب الظالمين، وهذا تحذير من الظلم والعدوان.

نزول الوحي وتنزيل القرآن:

  • الذكر الحكيم: يُؤكد ختام الآيات على أن ما نُقل هو من آيات القرآن الكريم، وهو ذكر حكيم، يُرشد الناس إلى الحق ويُبين لهم سبيل النجاة.

الخلاصة:

تُجسّد هذه الآيات الكريمة من سورة آل عمران العديد من المعاني العظيمة، منها: قدرة الله تعالى، وعناية الله برسله، وحقيقة يوم القيامة والحساب، ووعيد الكافرين وثواب المؤمنين. كما تُبرز أهمية الإيمان بالله والعمل الصالح، والابتعاد عن الظلم والكفر. وتُعد هذه الآيات دليلًا واضحًا على عظمة القرآن الكريم وحكمته.

المراجع:

[1] أخرجه النسائي في آداب القضاة (5387)، من حديث شريح بن هانئ عن أبيه هانئ رضي الله عنه.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *