إغلاق السفارات الغربية في طهران: دوافع أمنية وتصاعد التوترات
في تطور يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، أعلنت عدة دول غربية، بما في ذلك بريطانيا وأستراليا وسويسرا، عن إغلاق سفاراتها في العاصمة الإيرانية طهران بشكل مؤقت. تأتي هذه الخطوة في ظل ما وصفته هذه الدول بـ "الوضع الأمني الراهن" أو "تدهور الأوضاع الأمنية في إيران".
-
بريطانيا: أعلنت وزارة الخارجية البريطانية سحبًا مؤقتًا لطاقم سفارتها في طهران، مؤكدة أن السفارة ستواصل عملها عن بعد. وأكدت الوزارة على أهمية حماية طاقمها والمواطنين البريطانيين، مشيرة إلى أنها نصحت منذ فترة طويلة بعدم التوجه إلى إيران.
-
أستراليا: أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني يونغ تعليق عمليات السفارة الأسترالية في طهران وأمرت طاقمها الدبلوماسي بمغادرة البلاد. وشددت يونغ على أن هذا القرار "يستند إلى تدهور الأوضاع الأمنية في إيران"، وحثت المواطنين الأستراليين على مغادرة إيران إذا أمكنهم ذلك بأمان.
- سويسرا: أعلنت الخارجية السويسرية إغلاق سفارتها في طهران مؤقتًا، مع التأكيد على استمرارها في القيام بدورها في تمثيل المصالح الأميركية في إيران. وأشارت إلى "كثافة العمليات العسكرية في إيران والوضع غير المستقر للغاية على الأرض" كأسباب لاتخاذ هذا القرار. يذكر أن سويسرا تمثل المصالح الأمريكية في إيران رسميًا منذ عام 1980 في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية المباشرة بين البلدين.
بالإضافة إلى الدول المذكورة، أفادت تقارير بإغلاق كل من البرتغال وبلغاريا وجمهورية التشيك ونيوزيلندا بعثاتها الدبلوماسية في إيران مؤقتًا.
إيران تعلن اعتقال "جاسوس أوروبي"
في سياق متصل، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء باعتقال "جاسوس" يحمل جنسية أوروبية في جنوب غربي إيران. وذكرت الوكالة أن المعتقل كان "يريد التجسس على مناطق حساسة في البلاد" وأنه دخل إيران "بوصفه سائحا مع بدء الهجوم الوحشي للنظام الصهيوني". لم تكشف الوكالة عن هوية المعتقل أو تاريخ الاعتقال.
حملة أمنية إيرانية واسعة النطاق
يأتي هذا الاعتقال في خضم حملة أمنية واسعة النطاق تشنها السلطات الإيرانية لوقف ما تصفه بـ "الاختراقات الأمنية" في البلاد. وقد أعلنت السلطات الإيرانية خلال الأسابيع الماضية عن اعتقال عدد من الأشخاص في عدة محافظات بتهمة الارتباط بإسرائيل واستخباراتها الخارجية (الموساد).
تداعيات محتملة
تثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين إيران والدول الغربية، وتزيد من حدة التوترات الإقليمية. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الإجراءات مؤقتة أم أنها ستؤدي إلى تغييرات أعمق في العلاقات الدبلوماسية والأمنية في المنطقة.
اترك تعليقاً