بدأت اليوم في جنيف، سويسرا، جولة جديدة من المحادثات الدبلوماسية المكثفة حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك بحضور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وممثلين رفيعي المستوى من الاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا. تأتي هذه المحادثات في ظل تصاعد حدة التوترات الإقليمية، وبالتحديد الحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل.
هدف المحادثات: ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني
تهدف المحادثات بشكل أساسي إلى إقناع إيران بتقديم ضمانات قوية وموثوقة تؤكد أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية حصراً. ومن المقرر أن يعقب هذه الجولة من المفاوضات السياسية حوار فني على مستوى الخبراء، بهدف بحث التفاصيل التقنية المتعلقة بالبرنامج النووي.
موقف إيران: لا تفاوض على القدرات الصاروخية ولا حوار مع واشنطن
أكد عراقجي أن المفاوضات الحالية تقتصر على الملف النووي والملفات الإقليمية ذات الصلة، مشدداً على أن قدرات إيران الصاروخية غير قابلة للتفاوض مع أي طرف. وأوضح أن هذه القدرات تهدف إلى حماية البلاد وتحقيق الردع.
كما جدد عراقجي رفض بلاده إجراء أي حوار مع الولايات المتحدة في ظل استمرار ما وصفه بـ "العدوان الإسرائيلي" على إيران. وأشار إلى أن طهران تلقت رسائل جدية من واشنطن للتفاوض، لكنها رفضت ذلك، محمّلاً الولايات المتحدة مسؤولية المشاركة في "الجرائم والعدوان الإسرائيلي" على الأراضي الإيرانية.
مطالب إيرانية بتحمل المسؤولية عن "العدوان الإسرائيلي"
أدان عراقجي "الهجوم الإسرائيلي" على المنشآت النووية الإيرانية السلمية، مؤكداً أنها تخضع للرقابة الدولية. وطالب الدول الموقعة على اتفاق جنيف بتحمل المسؤولية تجاه هذا "العدوان".
مقترحات أوروبية شاملة
في المقابل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الدول الأوروبية ستقدم عرضاً تفاوضياً شاملاً لإيران، يشمل أيضاً مسألة تمويل حلفائها في منطقة الشرق الأوسط. وأعرب عن أمل الدول الأوروبية في تقديم "حل دبلوماسي" لوضع حد للتصعيد الحالي.
مخاوف إسرائيلية من المحادثات
من جانبه، أعرب مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان عن قلقه بشأن محادثات جنيف، قائلاً: "إذا كانت مجرد جولة أخرى من المحادثات، فهذا أمر لا يمكننا قبوله"، مؤكداً على "الحاجة إلى جهود حقيقية لتفكيك قدرات إيران".
تصاعد العمليات العسكرية
تأتي هذه المحادثات في ظل تصاعد العمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل، حيث شنت إسرائيل هجمات غير مسبوقة على الأراضي الإيرانية، استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية، بالإضافة إلى أحياء سكنية.
خسائر بشرية فادحة
تشير التقارير إلى أن العمليات العسكرية الأخيرة أسفرت عن مقتل 224 إيرانياً وإصابة 1277 آخرين، معظمهم مدنيون. في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن مقتل نحو 25 إسرائيلياً وإصابة أكثر من 2500 آخرين، نتيجة للرد الإيراني بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
الخلاصة
تجري محادثات جنيف في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد، وسط تصاعد التوترات العسكرية والسياسية. يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الأطراف المعنية من التوصل إلى حل دبلوماسي يضمن الاستقرار في المنطقة؟
اترك تعليقاً