خان يونس تختنق: تفاصيل مروعة عن أزمة المياه الإنسانية المتفاقمة في ظل الحصار
في خان يونس المحاصرة، يواجه مئات الآلاف من السكان والنازحين واقعًا مريرًا يتجاوز أهوال الحرب والقصف المستمر، حيث بات الحصول على المياه النظيفة للشرب والاستخدامات الأساسية ضربًا من المستحيل. توقف خدمات بلدية خان يونس لعدة أيام متتالية بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي لإمدادات الوقود اللازمة لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، مما فاقم الأوضاع الإنسانية المتردية بالفعل.
معاناة يومية لا تطاق
محمد الشاعر، أب لعشرة أفراد نزحوا من شرق خان يونس إلى غربها، يصف الوضع المأساوي قائلاً: "كنا نعاني من أجل توفير الطعام، والآن بتنا نعاني في توفير المياه، ونواجه في كل لحظة الموت بالقصف الذي لا يتوقف، أو جوعا وعطشا". قصة الشاعر ليست فريدة، بل تعكس معاناة الآلاف الذين يضطرون يوميًا للوقوف في طوابير طويلة للحصول على كميات ضئيلة من المياه لا تكفي لسد الاحتياجات الأساسية.
نقص حاد في المياه وتدهور الأوضاع الصحية
يشاطر محمد سلطان، النازح من رفح، المعاناة نفسها، مؤكدًا على التراجع الكبير في إمدادات المياه خلال الأيام الماضية. يقيم سلطان وعائلته المكونة من 27 فردًا في خيام داخل مخيم للنازحين في منطقة المواصي، حيث يعانون من نقص حاد في مياه الشرب والنظافة.
إعلان البلدية عن توقف خدماتها الحيوية زاد الطين بلة، وفاقم من تدهور الواقع المعيشي والإنساني لسكان المدينة والنازحين، الذين تقيم غالبيتهم في خيام ومراكز الإيواء في المواصي غير المؤهلة. هذه الأوضاع تنذر بوقوع كارثة بيئية وصحية وشيكة، حسب لجنة الطوارئ بالبلدية.
أرقام صادمة تكشف حجم الكارثة
- 425 ألف نسمة: عدد السكان المتضررين في محافظة خان يونس، بالإضافة إلى 280 ألف نازح من رفح ومناطق أخرى.
- 5 آبار: عدد الآبار العاملة من أصل 45 بعد تدمير وتجريف البقية.
- خزان مياه أرضي وحيد: عدد الخزانات العاملة من أصل 5 بعد تدمير البنية الإنشائية والكهروميكانيكية للخزانات الأخرى.
- 250 ألف طن: حجم النفايات المتكدسة في مكبات مؤقتة، مما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة.
- 92%: نسبة الدمار في المنازل والمباني السكنية والمنشآت في المحافظة.
- 890 مخيم نازحين: تنتشر في أنحاء خان يونس، خاصة في المواصي، وتضم حوالي 78 ألف خيمة.
أسباب الأزمة وتداعياتها
تعزو "لجنة الطوارئ" في بلدية خان يونس الأزمة إلى منع الاحتلال إدخال الوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي. بالإضافة إلى ذلك، أدت أوامر الإخلاء الواسعة والتدمير الكبير للبلدات الشرقية إلى خروج خط ناقل للمياه من إسرائيل عن الخدمة.
أهداف الاحتلال من وراء تضييق الخناق على خان يونس
يرى الدكتور إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، أن الاحتلال يهدف من وراء تشديد الخناق على خان يونس إلى تحقيق جملة من الأهداف العسكرية والسياسية والإستراتيجية، أبرزها:
- إحداث تفريغ سكاني واسع: عبر سياسة التهجير القسري والتدمير الشامل.
- فرض معادلة ردع شاملة: وإرسال رسالة تهديد لبقية مناطق القطاع.
- تنفيذ مخطط "المنطقة العازلة": القائم على اقتطاع أجزاء من جنوب القطاع وتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي فيه.
نداء استغاثة
الوضع في خان يونس كارثي ويتطلب تحركًا دوليًا فوريًا لرفع الحصار وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان والنازحين، وعلى رأسها المياه النظيفة. العالم مدعو للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء هذه المعاناة الإنسانية ومنع وقوع كارثة أكبر.
اترك تعليقاً