**خطة “الإخضاع”: كيف مهدت رؤية سموتريتش لعام 2017 الطريق لما يحدث في غزة؟**

**خطة “الإخضاع”: كيف مهدت رؤية سموتريتش لعام 2017 الطريق لما يحدث في غزة؟**

الكشف عن جذور الصراع: نظرة على خطة إسرائيلية قديمة للسيطرة على غزة

في تصريح مثير للجدل، كشف النائب في الكنيست الإسرائيلي عوفر كاسيف عن وثيقة خطيرة تعود لعام 2017، تلقي الضوء على الأبعاد الأيديولوجية والسياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هذه الوثيقة، التي وضعها وزير المالية الحالي بتسلئيل سموتريتش، والمعروفة باسم "خطة الإخضاع" أو "الخطة الحاسمة"، تقدم رؤية شاملة لتفكيك أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، وتعتبر، بحسب كاسيف، أساسًا لما يحدث في غزة اليوم.

"خطة الإخضاع": مشروع استعماري بنكهة عصرية

يصف كاسيف "خطة الإخضاع" بأنها مشروع استعماري يهدف إلى ضم الأراضي الفلسطينية دون منح سكانها أي حقوق سياسية أو مدنية. تتضمن الخطة، بحسب كاسيف، ثلاثة عناصر رئيسية:

  • الضم: ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى إسرائيل.
  • الترحيل: طرد الفلسطينيين الذين يرفضون الخضوع للسلطة الإسرائيلية.
  • القمع: استخدام القوة المفرطة ضد أي مقاومة فلسطينية.

ويؤكد كاسيف أن ما نشهده اليوم في غزة، من قصف وتجويع وتهجير وقتل، ليس مجرد رد فعل على أحداث 7 أكتوبر، بل هو التطبيق العملي لهذه الخطة التي تم التخطيط لها وتنفيذها على مراحل.

تصريحات سموتريتش: نافذة على العقلية الإسرائيلية

يشير كاسيف إلى أن تصريحات سموتريتش حول "تدمير غزة بالكامل" ليست مفاجئة، بل هي تعبير صريح عن فكره المعلن منذ فترة طويلة. ويرى أن الحكومة الإسرائيلية تستغل أحداث 7 أكتوبر كذريعة لتنفيذ مشروعها الاستعماري، وليس لأغراض دفاعية كما تدعي.

كاسيف: صوت معارض في وجه التيار

يذكر كاسيف أنه حذر مبكرًا من استغلال الهجوم لتنفيذ عملية ضم واسعة النطاق، لكنه واجه عقوبات قاسية، بما في ذلك تعليق عضويته في الكنيست مرتين. ويؤكد أن أفعال الحكومة الإسرائيلية خلال الأشهر الـ 18 الماضية تعكس تطبيقًا منهجيًا لخطة سموتريتش، من خلال القصف والتجويع والطرد، تمهيدًا لإقامة مستوطنات جديدة.

"زمن المعجزة": احتفالات المستوطنين في ظل المأساة

في مشهد يثير الصدمة، يكشف كاسيف أن المستوطنين الإسرائيليين يحتفلون بما يحدث في غزة، ويصفونه بـ "زمن المعجزة". هذا الاحتفال، بحسب كاسيف، يكشف عن العقلية الاستعمارية التي تدفع بعض الإسرائيليين إلى تبرير العنف والتهجير.

"الإخضاع": إبادة جماعية بالتعريف

يخلص كاسيف إلى أن جوهر خطة "الإخضاع" لا يخرج عن مفاهيم مثل التطهير العرقي، والضم غير القانوني، والقتل الجماعي، مما يشكل، برأيه، تعريفًا واضحًا للإبادة الجماعية وفق القانون الدولي.

دعوة إلى المحاسبة: من الإدانة إلى الفعل

يطالب كاسيف باعتبار "خطة سموتريتش" دليلًا رئيسيًا في أي محاكمة دولية تهدف إلى إثبات ارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين. ويدعو إلى ضرورة محاسبة الحكومة الإسرائيلية، ليس فقط بالكلام أو الإدانات الدبلوماسية، بل من خلال آليات قانونية دولية فعالة.

تحذير من عواقب وخيمة

يحذر كاسيف من أن استمرار الصمت أو التساهل سيؤدي إلى مزيد من الكوارث بحق الفلسطينيين، وكذلك الإسرائيليين أنفسهم. ويدعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العنف وحماية حقوق الإنسان.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *