فضائل التكبير في أيام التشريق: تعظيم الله وأثره في حياة المسلم


مقدمة: عظمة الخالق في التكبير

الحمد لله العظيم المتعال، الذي تجلت عظمته في خلقه، وتجلت رحمته في عطائه وإمهاله. نحمده سبحانه حمد الشاكرين، ونستغفره استغفار المذنبين، ونسأله من فضله العظيم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خير من صلى وصام وحج وذكر الله تعالى.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وعظموا حرماته، والتزموا شريعته.

التكبير: جوهر العبادة وعلامة الإيمان

إن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق، ففي الأرض والسماء آيات تدل على عظمة الله سبحانه وتعالى. ولذلك، كان تكبير الله تعالى من أعظم أنواع الذكر وأجلها، وقد أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم في بداية رسالته، مقرونًا بالأمر بالنذارة، مما يدل على أهمية التكبير في الدين.

لماذا شرع التكبير؟

شرع الله تعالى التكبير في أشرف المواضع وأعلاها:

  • في الصلاة: ينادى لها بالتكبير، وتفتتح به، وينتقل المصلي بين أركانها بالتكبير.
  • في الصيام: يشرع التكبير ليلة العيد إلى صلاة العيد، شكرًا لله على إتمام العدة.
  • في الحج: يشرع التكبير في الطواف، وعند الصفا والمروة، ومع رمي الجمار، وفي أيام التشريق.
  • في الهدايا والأضاحي: يشرع التكبير عند تقريبها لله تعالى.
  • في الجهاد: يشرع التكبير عند ملاقاة العدو، لما له من تأثير في ثبات القلوب وزعزعة الأعداء.

أيام التشريق: موسم التكبير والذكر

أيام التشريق هي الأيام الثلاثة بعد عيد الأضحى، وقد خصها الله تعالى بفضائل عظيمة، منها:

  • التكبير المطلق: يشرع التكبير في كل وقت وحين.
  • التكبير المقيد: يشرع التكبير بعد الصلوات المفروضة.
  • الأكل والشرب: هي أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى.

فضل التكبير في أيام التشريق

  • إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكر الله في هذه الأيام.
  • شكر لله على نعمه: فالتكبير هو تعبير عن شكرنا لله على نعمه التي لا تحصى.
  • زيادة في الحسنات: فكل تكبيرة حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
  • طرد للشيطان: فالتكبير يطرد الشيطان ويذكره بعظمة الله تعالى.

معاني التكبير ودلالاته

التكبير ليس مجرد لفظ، بل هو تعظيم لله تعالى وإجلاله، واعتقاد أنه لا شيء أكبر ولا أعظم منه. فالتكبير يعني:

  • إثبات عظمة الله: فالله أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء.
  • الاعتراف بالقصور: فمهما بالغ العبد في الطاعة، فإنه لا يوفي الله حقه.
  • التذلل والخضوع: فالتكبير يعني أن العبد خاضع لله تعالى، متذلل له.

التكبير: فضيلة خصت بها الأمة الإسلامية

لقد فضل الله تعالى هذه الأمة بالتكبير، وميزها به عن سائر الأمم. فالمسلمون يكبرون الله بأصوات مرتفعة في الأذان للصلوات الخمس، وهذا التكبير يملأ الدنيا من شرقها إلى غربها.

خاتمة: اغتنام أيام التشريق بالتكبير والذكر

أيها المسلمون، لقد بان لكم فضل التكبير في أيام التشريق، فلا تفرطوا فيه، واشغلوا ألسنتكم بذكر الله تعالى، واشكروه على آلائه ونعمه، واجتنبوا المنكرات.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *