فضائل المسجد الأقصى المبارك: تاريخه، أهميته، ودعوة للنصرة
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم. نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
أهمية اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. كما قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. وختم سبحانه وتعالى بقوله: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. اعلموا أن خير الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
تحذيرات النبي صلى الله عليه وسلم وبيت المقدس
في خطب سابقة، تطرقنا إلى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها العظيم على الصحابة. لقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، وحذرنا من أمور بالغة الأهمية تتعلق بعقيدتنا وديننا. من بين هذه التحذيرات، تحذيره من بناء المساجد على القبور، موضحًا أن هذا من فعل اليهود والنصارى، ونهى عن مشابهتهم. هذا التحذير يشمل تحذيرًا من اليهود لما هم عليه من شر وضلال وكفر وعناد وشرك.
اليهود هم أمة الغضب الذين غضب الله عز وجل عليهم، والنصارى هم أهل ضلال. اليهود نقضوا العهود والمواثيق، وهم أعداء الله، وأعداء ملائكته، وأنبيائه، والمسلمين وبلادهم. لكن الله عز وجل شرف مكانًا عظيمًا، ورفعه، وهو بيت المقدس، ثاني المسجدين على وجه الأرض.
بناء المسجد الأقصى
روى الإمام البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه قوله: "قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام»، قال: قلت: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى»، قلت: كم كان بينهما؟ قال: «أربعون سنةً، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فَصَلِّه، فإن الفضل فيه»[1]. وقد جدد سليمان بن داود عليه السلام بناء المسجد الأقصى، وليس بناؤه من الأساس، وذكر ابن القيم رحمه الله أن يعقوب بن إسحاق عليه السلام هو أول من بناه.
فضائل المسجد الأقصى
- ثاني المسجدين: المسجد الأقصى هو ثاني المسجدين على وجه الأرض بعد المسجد الحرام.
- أولى القبلتين: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قبل أن يتجه إلى الكعبة إلى بيت المقدس.
- مسرى النبي صلى الله عليه وسلم: بيت المقدس هو مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في سورة الإسراء: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].
- معدن الأنبياء: بيت المقدس هو معدن الأنبياء منذ إبراهيم الخليل عليه السلام.
- الأرض المقدسة: الله سبحانه وتعالى وصف الأرض التي فيها بيت المقدس بالأرض المقدسة، المباركة، والمحصنة.
- لا تشد الرحال إلا إليه: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى.
- مضاعفة الأجر: الصلاة في المسجد الأقصى مضاعفة، إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي.
- لا يطأه الدجال: المسجد الأقصى من الأماكن الأربعة التي لا يطأها الدجال.
- مكانة خاصة: بيت المقدس مأوى ومهوى لأهل الإيمان والأنبياء.
فتح بيت المقدس وعلامات الساعة
النبي صلى الله عليه وسلم بشَّر بفتح بيت المقدس، وذكر بعض الأحداث التي ستسبقها، كما جاء في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه: "اعْدُدْ ستًّا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقُعَاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعْطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غايةً، تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا"[12].
فتح بيت المقدس تم في عهد عمر بن الخطاب، ثم سقط مرة أخرى في يد الصليبيين، واستعاده صلاح الدين الأيوبي.
بيت المقدس تحت الاحتلال
اليوم، يعاني بيت المقدس من الاحتلال والاضطهاد والقتل والتشريد على يد اليهود الغاصبين. ما يُنشر عن أن قبة الصخرة هي بيت المقدس ليس صحيحًا، فالشرف والمكانة لعموم مسجد بيت المقدس.
دعوة للنصرة
اليهود أعداء الله، هم قتلة الأنبياء وأهل الخير. لا يأتي منهم إلا الشتات والفرقة والعناد. الأراضي المقدسة تحتل من قبل اليهود، قتلوا المسلمين وهدموا مقدساتهم. يجب على المسلمين أن يتحدوا وأن يستعيدوا بيت المقدس بالخير والاستقامة. يجب أن ندعو للمسلمين في الأراضي المقدسة، وأن لا ننسى عدونا ونستمر بالدعاء ضدهم.
(المراجع مذكورة في النص الأصلي ويتم الحفاظ عليها في التنسيق النهائي)
اترك تعليقاً