فضل التبكير للصلوات: مزايا روحانية وثواب عظيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
يسر الله -سبحانه وتعالى- لعباده من الطاعات ما يقربهم إليه، ومن أبرز هذه الطاعات التبكير إلى الصلوات الخمس، التي فضلها الله بجعلها خمسًا في العمل وخمسين في الأجر والثواب. فما هي أبرز مزايا هذا الفعل العظيم؟
ثواب التبكير للصلوات:
يتجلى فضل التبكير للصلوات في العديد من المناحي الروحانية والعملية، نذكر منها:
1. استغفار الملائكة:
ينال المُبكر للصلاة دعاء الملائكة له، فهو في حكم المصلي، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، الذي رواه البخاري ومسلم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُم مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ مَا لَم يُحْدِثْ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، لاَ يَزَالُ أَحَدُكُم فِي صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لاَ يَمْنَعُهُ أَن يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ الصَّلاَةُ» [صحيح البخاري (659)، وصحيح مسلم (649)]. وهذا بحد ذاته شرف عظيم وثواب لا يُضاهى.
2. إدراك الصف الأول:
يُعدُّ التبكير للصلاة فرصةً ثمينةً لإدراك الصف الأول، وما فيه من فضل عظيم، كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ (التبكير إلى الصلوات) لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ (صلاة العشاء) وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» [صحيح البخاري (615)، وصحيح مسلم (437)].
3. استجابة الدعاء بين الأذان والإقامة:
يمتاز الوقت بين الأذان والإقامة باستجابة الدعاء، فالمُبكر للصلاة يحظى بفرصة ثمينة لدعاء الله سبحانه وتعالى، كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، الذي رواه أبو داود، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ» [صحيح سنن أبي داود (1/ 105) برقم (489)].
ختامًا، نرجو من الله أن يجعلنا من عبادِه الذين يُبكرون للصلوات، وأن يرزقنا ثوابها العظيم. اللهم إنا نسألك عيش السعداء، وموت الشهداء، ومرافقة الأنبياء، والنصر على الأعداء. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اترك تعليقاً