قافلة الصمود لغزة تواجه عقبات في ليبيا: تفاصيل التوقف والخلافات الأمنية
تواجه "قافلة الصمود" المتجهة من تونس إلى غزة، والتي تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع، عقبات كبيرة في ليبيا. فقد أوقفت قوات الأمن التابعة للحكومة الليبية المعينة من البرلمان، صباح اليوم الجمعة، القافلة عند مدخل مدينة سرت، مبررة ذلك بانتظار الموافقات الأمنية اللازمة من بنغازي. هذا التطور أثار تساؤلات حول مستقبل هذه المبادرة الشعبية ومدى قدرتها على تحقيق هدفها في دعم الفلسطينيين المحاصرين في غزة.
تفاصيل التوقف والبيان الصادر:
أعلنت تنسيقية العمل المشترك من أجل غزة في بيان لها أن القافلة، التي تضم مئات الناشطين والداعمين من مختلف الجنسيات، أُوقفت عند مدخل سرت من قبل قوات الأمن والجيش التابعة لسلطات شرق ليبيا. وأشارت التنسيقية إلى أن المسؤولين الأمنيين أرجعوا سبب التوقف إلى ضرورة الحصول على تعليمات وموافقة من بنغازي قبل السماح للقافلة بالمرور.
رد فعل القافلة والنداءات الموجهة:
إزاء هذا التطور، قررت هيئة تسيير القافلة التوقف على جانب الطريق والتخييم على مشارف سرت لحين اتضاح الموقف. وطمأنت التنسيقية أهالي المشاركين في القافلة بأن جميع أفرادها بخير. كما دعت سلطات بنغازي إلى "تجسيد موقفها المرحب بالمبادرة"، مشيرة إلى البيان الصادر عن وزارة الخارجية الليبية الذي أبدى ترحيبًا بالقافلة. وشددت على أن "الشعب الليبي لا يفرّق بين شرق وغرب في احتضانه لمبادرات دعم غزة".
مناشدات للتدخل وتوضيح لأهداف القافلة:
ناشدت التنسيقية جميع الأطراف المعنية التدخل لتسهيل مهمة القافلة، مؤكدة أنها "شعبية وسلمية، وذات رسالة نبيلة تهدف إلى كسر الحصار والتجويع والإبادة التي يتعرض لها أهل غزة".
خلافات داخل الأجهزة الأمنية تعرقل التقدم:
كشفت مصادر محلية عن وجود خلافات داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية في شرق ليبيا تعرقل تقدم القافلة. وأوضحت المصادر أن قوة عسكرية ذات توجهات سلفية متشددة تعارض مرور القافلة، في حين تسعى قوة أمنية أخرى إلى منع الشبان الليبيين المرافقين فقط، خشية وقوع احتكاكات مع تشكيلات مسلحة موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر على الطريق المؤدي إلى بنغازي.
مساعي للحل وغموض الموقف:
أفاد مراسل الجزيرة بأن الأمر لا يزال ضبابيًا، مشيرًا إلى أن مصادر في مصراتة أكدت وجود مساعي للسماح للقافلة بالمرور. وأضاف أن السماح المبدئي بمرور القافلة تم باتفاق بين صدام حفتر وأحد القادة العسكريين من مصراتة، لكن مصادر أخرى رجحت وجود أجنحة داخل معسكر حفتر تسعى لتعطيل الاتفاق.
استقبال شعبي حافل في زليتن:
قبل وصولها إلى سرت، حظيت القافلة باستقبال جماهيري واسع في مدينة زليتن، حيث وصلت في محطتها الثالثة. وقد وجه المجلس البلدي لمصراتة واللجنة العليا لحملة المساعدات الليبية للشعب الفلسطيني نداءً إلى أهالي المدينة للمشاركة في الاستقبال الشعبي للقافلة.
أبعاد القافلة وأهدافها:
تتكون القافلة من 1500 شخص على الأقل، بينهم ناشطون وداعمون من الجزائر وتونس وموريتانيا، مع توقع انضمام المزيد من ليبيا. وتضم حوالي 20 حافلة و350 سيارة، ضمن تحرك شعبي تضامني لدعم نحو 2.4 مليون فلسطيني محاصرين في غزة.
سياق المبادرة وأزمة غزة الإنسانية:
تأتي هذه المبادرة في سياق تصاعد المبادرات الرامية إلى كسر الحصار عن غزة، وقطع العلاقات مع إسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو، احتجاجًا على الحرب على القطاع. وقد تفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في الثاني من مارس/آذار الماضي، مانعة إدخال الغذاء والدواء والمساعدات والوقود. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يرتكب الجيش الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين والنازحين.
اترك تعليقاً