نعمة الماء: مصدر الحياة وعلامة من علامات قدرة الله

نعمة الماء: مصدر الحياة وعلامة من علامات قدرة الله

نعمة الماء: مصدر الحياة وعلامة من علامات قدرة الله

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نعمة الماء في القرآن الكريم والسنة النبوية

يُعدّ الماء من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان والكون بأسره، فهو أساس الحياة ووجود كلّ كائن حيّ. وقد أكّد الله تعالى أهمية هذه النعمة بذكره في القرآن الكريم في أكثر من 63 آية، مما يُبرز عظم شأنه وقدره. ففي سورة النحل يقول تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]. كما ورد في سورة لقمان: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الماء بقوله: ((كل شيء خلق من ماء)). وفي سورة الأنبياء: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30].

الماء: أساس الحياة والحضارات

يُعتبر الماء ركنًا أساسيًا في ديمومة الحياة على الأرض. فهو لا يقتصر دوره على الشرب فحسب، بل يشمل:

  • إرواء الكائنات الحية: يشرب منه الإنسان والحيوان، كما يسقى به الزرع والنبات.
  • نمو النباتات: يُساهم الماء في إخراج الثمار والبركات من الأشجار، كما هو موضّح في العديد من آيات القرآن الكريم، مثل: ﴿ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ﴾ [إبراهيم: 32].
  • تكوين الحضارات: شُيّدت الحضارات على ضفاف الأنهار والبحيرات والبحار، فالمياه كانت وستظلّ محطّ اهتمام الإنسان منذ القدم.
  • النظافة والطهارة: يُستخدم الماء في الطهارة والوضوء والاغتسال، كما ورد في سورة الأنفال: ﴿ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ﴾ [الأنفال: 11].
  • الشفاء: يُعدّ الماء شفاءً من العديد من الأمراض بإذن الله، كما جاء في السنة النبوية الشريفة.

الماء في الآخرة: نعيم خالد

لا تقتصر نعمة الماء على الحياة الدنيا، بل تمتدّ إلى الآخرة. فالمؤمنون سينعمون بالماء الطهور في الجنة، كما ورد في القرآن الكريم: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ﴾ [محمد: 15]. وسيشربون من حوض النبي صلى الله عليه وسلم، وسيكون لهم أنهارٌ وجداولٌ عذبةٌ في جناتٍ خالدة.

حكمة الله في خلق الماء

من أسرار خلق الله للماء أنه لا لون له ولا طعم ولا رائحة، وهذه حكمةٌ بالغةٌ لا يُدركها إلا من اتّصف بالبصيرة. فلو كان للماء طعمٌ أو لونٌ، لكان أثّر على كلّ شيء يختلط به.

الترشيد في استهلاك الماء: مسؤولية دينية وبيئية

يُحثّ الإسلام على الترشيد في استهلاك الماء وعدم الإسراف، فهذا من أهم مبادئ الحفاظ على البيئة. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في استعمال الماء، حتى في الوضوء، كما ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة. ومن الأمثلة على ذلك:

  • حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلوا واشربوا والبسوا وتصدَّقوا من غير إسراف ولا مخيلة)).
  • حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن سعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ: ((ما هذا الإسراف؟))، فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال: ((نعم وإن كنت على نهرٍ جارٍ)).

كما حثّ الإسلام على:

  • تغطية أواني الماء.
  • عدم التبول في الماء الراكد.
  • اختيار أماكن معزولة لقضاء الحاجة.

الماء: عذابٌ ومِنةٌ

استخدم الله الماء كعذابٍ على بعض الأمم الكافرة، مثل طوفان نوح وسيل العرم على قوم سبأ. ولكنه يبقى نعمةً عظيمةً يجب شكر الله عليها والمحافظة عليها.

دعوة إلى الشكر والمحافظة

يجب على كلّ مسلم أن يشكر الله على نعمة الماء، وأن يحافظ عليها من خلال:

  1. شكر الله تعالى: دوام النعمة مرهون بشكر المنعم.
  2. الترشيد في الاستهلاك: الابتعاد عن الإسراف في استخدام الماء في جميع جوانب الحياة.

نسأل الله أن يرزقنا حسن العمل ودوام نعمه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *