محاولة اختراق جريئة: كيف كشفت شركة "كراكن" مخطط هاكر كوري شمالي للتجسس
في قصة أشبه بأفلام التجسس، كشفت شركة "كراكن" الأمريكية لتداول العملات الرقمية عن محاولة اختراق فريدة من نوعها، حيث حاول هاكر كوري شمالي التسلل إلى الشركة ليس عبر ثغرة في النظام، بل عبر التقدم لوظيفة مهندس!
بداية القصة: مرشح وظيفة يثير الشكوك
منذ اللحظة الأولى، أثار المرشح للوظيفة شكوك فريق التوظيف في "كراكن". إليكم أبرز العلامات التي نبهت الشركة:
- اسم مستعار: استخدم المرشح اسماً مختلفاً في بداية المقابلة، ثم قام بتغييره لاحقاً.
- تغيير الصوت: بدا وكأنه يتلقى توجيهات من شخص آخر أثناء المقابلة، حيث كان صوته يتغير بشكل ملحوظ.
- إعدادات مشبوهة: استخدم جهاز "ماك" يتحكم فيه عن بعد وشبكة "في بي إن" لإخفاء موقعه الحقيقي.
- سيرة ذاتية مزيفة: تبين أن سيرته الذاتية مرتبطة بحساب "غيت هاب" يحتوي على بريد إلكتروني مسرب، وأن بطاقة هويته مزورة.
فخ "كراكن": كشف الحقيقة
بدلاً من رفض المرشح على الفور، قررت "كراكن" استغلال الموقف لجمع معلومات حول أساليبه. وفي المقابلة النهائية، نصبوا له فخاً محكماً:
- تأكيد الموقع: طلبوا منه تأكيد موقعه واقتراح مطاعم مشهورة في المدينة التي زعم أنه يعيش فيها.
- إبراز الهوية: طلبوا منه إبراز بطاقة هوية صادرة عن جهة حكومية.
النتيجة: انكشاف الخطة
لم يتمكن المرشح من الإجابة بشكل مقنع على الأسئلة الأساسية، مثل مدينة إقامته أو جنسيته. هنا تأكدت "كراكن" أن الأمر يتجاوز مجرد متقدم مريب، وأنه محاولة اختراق مدعومة من دولة.
تهديد عالمي: الهجمات المدعومة من الدول
أكد نيك بيركوكو، كبير مسؤولي الأمن في "كراكن"، أن الهجمات التي ترعاها الدول تمثل تهديداً عالمياً. وأشار إلى أن بعض المتسللين يحاولون الدخول إلى الأنظمة عبر الثغرات، بينما يحاول آخرون التسلل عبر التوظيف.
الذكاء الاصطناعي ليس حلاً مضموناً
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يساعد في خداع الشركات، إلا أن بيركوكو يرى أن اختبارات التحقق المباشرة لا تزال فعالة في كشف المحتالين.
توسّع المشكلة: تقرير جوجل يحذر
أفاد تقرير من فريق استخبارات التهديدات التابع لشركة جوجل بأن هذه المشكلة آخذة في التوسع، حيث يحصل متخصصو تكنولوجيا المعلومات من كوريا الشمالية على وظائف في شركات كبرى في الولايات المتحدة وأوروبا، وتُستخدم رواتبهم في تمويل النظام الكوري الشمالي. وفي بعض الحالات، يقوم هؤلاء الأشخاص بابتزاز الشركات التي يعملون بها، مهددين بكشف معلومات تجارية حساسة.
الخلاصة: اليقظة هي الحل
تُظهر هذه القصة أهمية اليقظة والانتباه لأدق التفاصيل في عملية التوظيف، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة من الهجمات المدعومة من الدول. يجب على الشركات تطوير استراتيجيات قوية للكشف عن محاولات التسلل والتجسس، وحماية بياناتها وأنظمتها من المخاطر المحتملة.
اترك تعليقاً