الخبير العسكري والاستراتيجي حاتم كريم الفلاحي يحلل قدرات إيران وإسرائيل في المجال الجوي، ويكشف عن تطورات مهمة في تكنولوجيا الصواريخ والدفاعات الجوية.
تضارب التصريحات حول السيطرة الجوية
في تحليل معمق، فند الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، صحة التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تزعم السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الأجواء الإيرانية. وأكد الفلاحي أن الواقع على الأرض أكثر تعقيداً، وأن منظومات الدفاع الجوي الإيرانية لا تزال تمتلك القدرة على التصدي للهجمات الجوية الإسرائيلية.
نقاط القوة والضعف في القوات الجوية
بينما أقر الفلاحي بوجود نقاط ضعف في القوة الجوية الإيرانية، التي تعاني من قدم الأسطول بسبب العقوبات طويلة الأمد، مما يحد من قدرتها على مواجهة الطائرات الإسرائيلية بشكل مباشر، أكد في الوقت نفسه على أن هذا لا يعني سيطرة إسرائيلية مطلقة على الأجواء.
رسالة الحرس الثوري الإيراني
يرى الفلاحي في تصريح الحرس الثوري الإيراني بأن "السماء الإسرائيلية مفتوحة أمام الصواريخ الإيرانية" دليلاً على طبيعة المعركة الجوية المتبادلة، والتي لا تقتصر على طرف واحد.
تحديات منظومة "آرو" الإسرائيلية
انتقل الفلاحي للحديث عن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "آرو"، مسلطاً الضوء على التحديات التي تواجهها. وأوضح أن هذه المنظومة، المصممة لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى (2400 كيلومتر فما فوق)، تعاني من نقص في عدد الصواريخ الاعتراضية، نتيجة لاستخدامها المكثف منذ أكتوبر 2023 على جبهات متعددة. هذا النقص يحد من قدرة إسرائيل على حماية مواقعها الاستراتيجية الحيوية، ويجعلها أكثر عرضة للصواريخ الإيرانية.
"سجيل": نقلة نوعية في الصواريخ الإيرانية
ركز الفلاحي على صاروخ "سجيل" الباليستي بعيد المدى (2000-2500 كيلومتر) كنموذج للتطور النوعي في الترسانة الصاروخية الإيرانية. وأشار إلى أن هذا الصاروخ، الذي يحمل رأساً حربياً يزن حوالي 500 كيلوغرام، يعتبر فرط صوتي (سرعة تصل إلى 14 ماخ)، ويستخدم لضرب أهداف دقيقة، مما يجعله إضافة قوية لقدرات إيران الهجومية.
تحسين الأداء مقابل تقليل الكمية
على الرغم من تراجع عدد الصواريخ التي تطلقها إيران في الآونة الأخيرة، أكد الفلاحي أن هذا التراجع يقابله تحسن ملحوظ في أداء الهجمات الصاروخية، وزيادة في دقة الوصول إلى الأهداف.
وصول قاذفات B-2 Spirit الأمريكية: رسالة ردع؟
تطرق الفلاحي إلى وصول قاذفات شبح أمريكية من طراز B-2 Spirit إلى قاعدة دييغو غارسيا، واصفاً إياها بأنها سلاح ردع استراتيجي قادر على تنفيذ ضربات نووية وحروب تقليدية، ويتمتع بمدى طيران يصل إلى 14080 كيلومتراً. ورغم أن المسافة بين القاعدة وطهران تبلغ حوالي 5300 كيلومتر، يرى الفلاحي أن هذه الطائرات لا تستطيع ضرب المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، مثل منشأة فوردو، لعدم قدرتها على حمل القنابل الخارقة للتحصينات الموجودة على عمق كبير.
تحذير من التصعيد المتزايد
في ختام تحليله، حذر الفلاحي من أن الأوضاع في المنطقة تتجه نحو مزيد من التصعيد، مشيراً إلى ارتفاع مؤشر الاشتباك إلى 85%. وأشار إلى تحركات القوات الأمريكية، بما في ذلك تحريك حاملة الطائرات ونشر السفن الحربية التابعة للأسطول الخامس في البحرين، كدليل على استعداد القوات الأمريكية لمواجهة محتملة.
اترك تعليقاً