تحذير صارخ: هل تنزلق الولايات المتحدة إلى حرب كارثية مع إيران؟
في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، تثير الخبيرة الأمريكية روزماري كيلانيك، مديرة برنامج الشرق الأوسط في منظمة أولويات الدفاع، ناقوس الخطر بشأن احتمالية انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة مع إيران. وفي مقال نشرته في صحيفة نيويورك تايمز، حذرت كيلانيك من أن مثل هذه الحرب ستكون كارثة، وستضاف إلى سلسلة الإخفاقات التي راكمتها واشنطن في المنطقة على مدى عقود.
الهجوم الإسرائيلي يقوض الدبلوماسية ويزيد المخاطر
تؤكد كيلانيك أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران قد قوّض بشكل كبير فرصة التوصل إلى اتفاق نووي، والذي كانت الولايات المتحدة تسعى إليه لعدة أشهر. والأخطر من ذلك، أن هذا الهجوم يعرض القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة، والتي يبلغ عددها حوالي 40 ألف جندي، لخطر الرد الإيراني المباشر، مما قد يشعل فتيل حرب شاملة.
ضغوط متزايدة على ترامب والانجرار إلى المستنقع
تتوقع الخبيرة أن يمارس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى الأصوات المتشددة في الولايات المتحدة، ضغوطًا هائلة على الرئيس دونالد ترامب لمساعدة إسرائيل في تدمير المنشآت النووية الإيرانية. وتضيف أن هذا الأمر سيكون صعبًا على إسرائيل تنفيذه بمفردها، وقد لا يتمكن حتى الجيش الأمريكي من تحقيقه، معتبرة أن ذلك سيكون أسوأ خطأ في رئاسة ترامب.
ماذا ستخسر أمريكا في حرب مع إيران؟
ترى كيلانيك أن أمريكا لن تكسب شيئًا من المواجهة العسكرية مع إيران، التي تقع في منتصف الكرة الأرضية وتسبب مشاكل في محيطها الإقليمي، ولكنها "لا تشكّل تهديدًا أمنيًا خطيرًا" لأمريكا. وتتوقع أن بلادها ستخسر الكثير في هذه الحرب المحتملة، ويتمثل ذلك في:
- أرواح الجنود الأمريكيين: خسائر بشرية فادحة نتيجة العمليات العسكرية.
- إهدار الفرص: تضييع أي فرصة للتخلص من الماضي السيئ للولايات المتحدة في المنطقة.
- تبديد الموارد: استنزاف مالي هائل في حرب لا طائل منها.
دروس الماضي لم تُستوعب؟
تشير كيلانيك إلى أن الأميركيين من جميع الأطياف السياسية يعارضون الحرب مع إيران، ربما لأنهم استوعبوا درسين رئيسيين من حروب أمريكا في الشرق الأوسط على مدى الـ 25 سنة الماضية، والتي كانت لها عواقب سلبية على الأمن القومي الأميركي.
سيناريو الحرب المحتملة: غارات جوية فاشلة؟
تتوقع كيلانيك أن الحرب المحتملة مع إيران ستكون أكثر كارثية. وعن سيناريو تلك الحرب، ترجّح كيلانيك أن يبدأ الجيش الأميركي شن غارات جوية بدلا من غزو بري، نظرا لمساحة إيران الكبيرة ولتضاريسها الجبلية الوعرة.
- الغارات الجوية: حل مكلف وغير فعال؟ تحذر الخبيرة من أن الغارات الجوية على إيران ستكون باهظة التكلفة، وتنطوي على مخاطر كبيرة بوقوع خسائر بشرية أمريكية، ومن المرجح أن تبوء بالفشل على أي حال، على غرار الحملة الأميركية الفاشلة على الحوثيين والتي كلفت 7 مليارات دولار.
- التدخل البري: مستنقع جديد؟ إذا فشلت الغارات الجوية في تدمير القدرات النووية الإيرانية، فإنه لن يبقى أمام أميركا سوى الدمج بين التدخل الجوي والبري، ربما على غرار التدخل الأميركي في أفغانستان عام 2001 لإسقاط نظام حركة طالبان.
تأخير التسلح النووي لا يعني منعه
حتى في أفضل السيناريوهات، وهو تدمير أميركا لغالبية المواقع النووية الإيرانية، فإن ذلك، في نظر الكاتبة، لن يُؤدي سوى إلى تأخير تقدم إيران نحو تطوير قنبلة نووية لأن الحرب لن تحول دون التسلح على المدى البعيد، ولذلك لطالما كان الخيار الأمثل للتعامل مع إيران هو الدبلوماسية أو الإهمال.
المعرفة النووية لا يمكن محوها
توضح الكاتبة أن برنامج التخصيب الإيراني مستمر لأكثر من 20 عاما، ويتم في مواقع متعددة بالبلاد ويشرف عليه آلاف العلماء، 3000 منهم في منشأة أصفهان وحدها. ومن المُرجّح أن يكون هناك عدد من هؤلاء العلماء على إلمام بكيفية تخصيب اليورانيوم الضروري للاستخدام في صُنع الأسلحة، وبالتالي فإن إسرائيل لن تتمكن من القضاء عليهم جميعا، على الرغم من استهدافهم المباشر في غاراتها الجوية الأخيرة.
إيران أكثر إصرارًا على التسلح
في حال ما حافظت إيران على المعرفة التقنية اللازمة فإنها قد تتمكّن من إعادة بناء منشآتها النووية بسرعة، وسيزداد النظام الإيراني إصرارا على التسلح لردع أي هجمات إسرائيلية وأميركية مستقبلية، وفق تحليل الخبيرة كيلانيك.
دعوة إلى ترامب: تجنب الحرب والضغوط
تدعو الكاتبة ترامب للوفاء بالتزامه بعدم إشعال أي حروب جديدة ولمقاومة الضغوط الإسرائيلية والأميركية لتفادي الانجرار لورطة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط وهذه المرة على يد إسرائيل، "التي يبدو أنها لم تعد تدريجيا حليفا حقيقيا".
اترك تعليقاً