همسات إيمانية: بلسم القلوب ومفاتيح السعادة في كلمات


مقدمة

في هذه النسخة الجديدة من "همسات إيمانية"، نلامس القلوب ونستلهم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لنضيء دروبنا ونرتقي بأنفسنا. لنجعل هذه الكلمات نبراسًا لنا في مواجهة تحديات الحياة، وتحقيق السعادة والرضا.

1. إلى القلوب المجروحة: تحويل الأحزان إلى مكاسب

يا من أثقلتكم الأحزان، وكسرتكم الخيبات، وتعبت نفوسكم من اليأس! تذكروا أن الدنيا دار فناء، وأن كل ما فيها زائل، بما في ذلك أحزانكم. استثمروا آلامكم وحولوها إلى وقود يدفعكم نحو الخير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له».

تذكروا أن الله لم يخلق داءً إلا وخلق له دواءً، ودواؤكم الشافي يكمن في كتاب الله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}. إنه في ذكر الله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ  أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}. ولا تنسوا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فـ(كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا حزبَهُ أمرٌ فزعَ إلى الصَّلاةِ).

2. أمنية المسكن في الدنيا والآخرة

هاجس امتلاك مسكن يؤرق الكثيرين، لكن تذكروا أن هناك بيوتًا تنتظرنا في الجنة، لبنة من ذهب ولبنة من فضة. فـ(من صلَّى في يومٍ وليلةٍ اثنتي عشْرَةَ ركعةً تطوعًا غيرَ فريضةٍ بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ).

لا تدعوا الغفلة تستحوذ عليكم، ولا تستسلموا لفتنة الدنيا، فالله تعالى يقول: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْر وَأَبْقَى}. تذكروا أن {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ}.

3. قوة الصداقة وتأثيرها على الأبناء

الإنسان اجتماعي بطبعه، وأصدقاؤه هم الأقرب إليه، خاصة في فترة الشباب. انتبهوا لتأثير الأصدقاء على أبنائكم، فـإن صلحوا صلحوا، وإن فسدوا أفسدوا.

  • الحل: ابعدوا أبناءكم عن أصدقاء السوء، ووفروا لهم البديل الصالح.
  • نصيحة: كونوا لأبنائكم كالأصدقاء، ليثقوا بكم ويلجأوا إليكم عند الحاجة.

أفضل بيئة لصداقات صالحة هي حلقات القرآن الكريم، فاجعلوا أبناءكم جزءًا منها. وكونوا على حذر من المدارس النظامية التي قد تضم خليطًا من أصدقاء السوء.

4. المرض والرقية الشرعية: بين الداء والدواء

المرض يكسر النفس، ويجعلنا نبحث عن العافية بكل وسيلة. المرض الناتج عن العين أو السحر مرهق، ويدفع البعض للجوء إلى الرقاة، وربما إلى السحرة والمشعوذين.

  • الحل: تعلموا كيف ترقون أنفسكم وأهليكم، وكيف تتحصنون من شر السحرة والحساد.
  • تذكير: الوقاية خير من العلاج.

اعملوا على تطهير المجتمع من شر السحرة، وإقامة حكم الله فيهم، فـ(حدُّ الساحرِ ضربُه بالسيفِ).

5. نور القرآن: قصة المهتدين الجدد

مما يثلج الصدر كثرة الداخلين في الإسلام، والإسلام أسرع الأديان انتشارًا. المتأمل في قصص المهتدين يجد أثر القرآن الواضح عليهم.

  • شهادات:
    • "أبهرني القرآن."
    • "أحسست أن الله يخاطبني."
    • "أجاب القرآن عن كل تساؤلاتي."
    • "كلما قرأت بكيت وبكيت."
    • "كان القرآن النور الذي أضاء لي الطريق."
    • "حياتي بعد اطلاعي على القرآن كان لها معنى."

هذا يدعونا لحمد الله أن جعل لغتنا الأم العربية، ويسر لنا فهم كتابه مباشرة. فلنحرص على تدبر القرآن، وجعله نبراسًا ينير حياتنا.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *