ولاية الله: الطريق إلى السعادة والنجاح في الحياة

ولاية الله: الطريق إلى السعادة والنجاح في الحياة

تُعد ولاية الله من أعظم النعم التي يمكن أن يحظى بها الإنسان، فهي تعني نصره وتوفيقه وتأييده في جميع شؤونه. يقول الحق تبارك وتعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]، وفي الحديث الشريف: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَة إِلا وَاحدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» (البخاري ومسلم). إن معرفة أسماء الله الحسنى، وخاصة اسم "الولي"، وما تتضمنه من معانٍ جليلة، تُسهم بشكل كبير في تقوية الإيمان واليقين بالله.

اسم الله "الولي": معناه وذكره في القرآن والسنة

اسم الله "الولي" ورد في القرآن الكريم 14 مرة، ويشير إلى معنى النصرة والظهير للمؤمنين. من آياته الكريمة التي تذكر اسم "الولي":

  • {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الشورى: 9]
  • {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشورى: 28]
  • {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 257]
  • وآيات أخرى في سورة آل عمران (68)، والنساء (45)، المائدة (55)، والأنعام (127).

كما ورد اسم الله "الولي" في السنة النبوية، ففي الصحيحين: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلَا إِنَّ آلَ أَبِي- يَعْنِي فُلانًا- لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ إِنَّمَا وَلِيِّي اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ».

يشير اسم "الولي" إلى عدة معانٍ، منها: الناصر، المتولي للأمر، القائم به، المُعين، والذي يُصلح شؤون عباده، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد.

مظاهر ولاية الله في حياة المؤمنين

ولاية الله ليست مجرد مفهوم نظري، بل هي واقع ملموس في حياة المؤمنين، يتجلى ذلك في العديد من الأمثلة، منها:

  • الهداية والنصرة: إذا تولى الله العبد، هداه إلى الطريق الصحيح، وسدده، وحفظه من شرور الدنيا، كما ورد في قوله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} [الكهف: 17]. كما أنه يُخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، كما في قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 257].

  • الدفاع عن المؤمنين: الله ولي المؤمنين، يدافع عنهم ضد أعدائهم وحاسديهم، كما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج: 38]، وقوله: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا} [النساء: 45]. وقد وردت العديد من القصص في السنة النبوية عن نصرة الله لعباده المؤمنين، مثل قصص أبي جهل، وعاصم بن ثابت، وأبي مسلم الخولاني، والربيع بنت النضر، وجريج العابد، وغيرهم.

  • الإجابة والاستجابة: إذا تولى الله العبد، استجاب دعاءه، وأعطاه ما يسأل، كما في الحديث الشريف: «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه» (البخاري). وقد تجلى ذلك في قصة نبي الله نوح عليه السلام.

  • الأمان والطمأنينة: من علامات ولاية الله، الأمان والطمأنينة في الدنيا والآخرة، كما في قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]. هذا الأمان يمتد إلى الحياة الدنيا والآخرة، حتى في لحظات الموت، حيث تُبشرهم الملائكة بالجنة.

كيف ننال ولاية الله؟

ولاية الله نعمة عظيمة، ولكنها لا تأتي إلا بالسعي والاجتهاد، من أهم أسباب نيل ولاية الله:

  1. تقوى الله: الإيمان به والعمل بطاعته، فالتقوى هي أساس كل خير.
  2. التقرب إلى الله: الحفاظ على الفرائض، والإكثار من النوافل، والدعاء.
  3. الدعاء: الدعاء لله بأن يتولاه وأن يكون وليّه.

ختامًا، إن ولاية الله هي الطريق إلى السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، فنسأل الله أن يجعلنا من أوليائه وأن يرزقنا توفيقه ونصرته.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *