يوم التروية: قصة اليوم الثامن من ذي الحجة وأهميته في مناسك الحج

يوم التروية: قصة اليوم الثامن من ذي الحجة وأهميته في مناسك الحج

يوم التروية: بداية رحلة الحج إلى منى والاستعداد ليوم عرفة

يوم التروية، اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، يمثل بداية رحلة الحج الفعلية، حيث تنطلق جموع حجاج بيت الله الحرام من مكة المكرمة إلى مشعر منى استعدادًا للوقوف بعرفة، الركن الأعظم من الحج. دعونا نتعرف على قصة هذا اليوم وأهميته في مناسك الحج.

لماذا سمي يوم التروية بهذا الاسم؟

يُطلق على اليوم الثامن من ذي الحجة اسم "يوم التروية" لسببين رئيسيين:

  • الري بالماء: في الماضي، كان الحجاج يقومون بالتروي من الماء في مكة، أي التزود بكميات كافية من الماء، استعدادًا للانتقال إلى منى ثم عرفات، حيث قد تكون مصادر المياه محدودة.
  • التفكير والتدبر: قيل أيضًا أن الاسم مشتق من "التروي"، بمعنى التفكير والتدبر، حيث يبدأ الحجاج في هذا اليوم بالتفكير في مناسك الحج القادمة والاستعداد الروحي لها.

من مكة إلى منى: بداية رحلة الحج

مع إشراقة شمس يوم التروية، تتدفق جموع الحجاج إلى مشعر منى، الوادي الذي يقع على بعد حوالي 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام. يُعتبر مشعر منى أكبر مدينة خيام في العالم، حيث يضم حوالي 160 ألف خيمة قادرة على استيعاب ما يقارب 2.6 مليون حاج.

ماذا يفعل الحجاج في منى يوم التروية؟

يقضي الحجاج يوم التروية في منى منشغلين بالعبادة والذكر والدعاء والتلبية، استعدادًا ليوم عرفة. يقومون بما يلي:

  • الصلاة: يصلون الصلوات الخمس قصرًا دون جمع، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • الذكر والدعاء: يكثرون من ذكر الله والدعاء والتضرع إليه.
  • التلبية: يرددون تلبية الحج: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
  • الاستعداد الروحي: يستعدون روحانيًا ليوم عرفة، اليوم الذي تتجلى فيه رحمة الله ومغفرته على عباده.

استعدادات المملكة العربية السعودية لاستقبال الحجاج في منى

تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا جبارة لتوفير الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام في منى. تشمل هذه الاستعدادات:

  • انتشار الفرق الأمنية والصحية والخدمية: لتأمين الحجاج وتقديم الرعاية الصحية والخدمات اللازمة لهم.
  • تشغيل مخيمات الحجاج بكامل طاقتها: لتوفير أماكن إقامة مريحة وآمنة للحجاج.
  • توفير خدمات النقل والإعاشة والإرشاد: لتسهيل حركة الحجاج وتوفير الطعام والشراب والإرشاد الديني لهم.
  • تطبيق أعلى معايير السلامة: باستخدام أنظمة المراقبة الذكية والطائرات المسيّرة لمتابعة تحركات الحشود وضمان أمنهم.

الذكاء الاصطناعي والمسيّرات في خدمة الحجاج

شهد موسم الحج هذا العام تحولًا نوعيًا في آليات التنظيم، حيث تم إدخال الذكاء الاصطناعي والمسيّرات ضمن منظومة الإنقاذ والاستجابة السريعة، بالإضافة إلى إصدار تشريعات جديدة لإدارة الحشود.

يوم التروية: خطوة نحو يوم عرفة

بعد قضاء يوم التروية في منى، يتوجه الحجاج بعد طلوع شمس التاسع من ذي الحجة إلى صعيد عرفة لأداء الركن الأعظم من الحج، الوقوف بعرفة. يوم التروية هو إذن خطوة هامة في رحلة الحج، فهو يمثل بداية الاستعداد الروحي والجسدي ليوم عرفة، اليوم الذي يغفر الله فيه الذنوب ويرفع الدرجات.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *